ـ(93)ـ
4 ـ سلك الطبرسي طريقة من يذكر آية أو عدة آيات بما يناسب المقام ثم يشرع في تفسيرها، فهو لم يلتزم طريقة ذكر الآية منفردة ثم ينتقل إلى غيرها، بل ينظر إلى السياق والموضوع، وبعد ذلك يقطع الآية إلى مقاطع متناسبة، ويأخذ بتفسير كل مقطع بما حضره من التفسير.
5 ـ لا يكتفي الطبرسي بذكر الرأي المعتمد في التفسير، بل يورد ما استطاع جمعه من آراء أو ما يراه قابلاً للذكر، وفي أكثر الموارد يعطي كل رأي رقما، ومن يتصفح أوراق مجمع البيان يلفت نظره في أكثر الصفحات أرقام الآراء المطروحة، وقد يصل عدد الآراء المذكورة إلى ستة، كما في قوله تعالى [..وآتوا حقه يوم حصاده ولا تُسرفوا انه لا يحب المسرفين...](1).
وقد أوصل عدد الأقوال في بعض الموارد إلى ثمانية(2)، كما في تفسير قوله تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله...](3).
أمّا الآيات التي ذكر فيها أقل من ستة آراء فهي أكثر من أن يسعها مقال ففي بعضها ذكر خمسة أوجه(4)، وفي بعضها أربعة أوجه(5) وهكذا.
6 ـ ويلاحظ القارئ لمجمع البيان كذلك أن الطبرسي لا ينقل عبارة المفسرين بعينها بل يتصرف فيها، ويصوغها بنفسه ثم ينسبها إليهم، ونراه كذلك يجمع الأقوال المتشابهة مع بعضها تحت رقم واحد، كما في قوله تعالى: [ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم...](6).
______________________
1 ـ الأنعام: 141.
2 ـ مجمع البيان 2 : 154.
3 ـ المائدة: 2.
4 ـ أنظر: 2 : 216، 4 : 155 وغيرها.
5 ـ مجمع البيان 2 : 24، 46، 55، 61، 126 وغيرها.
6 ـ النور : 61، مجمع البيان 4 : 155 ـ 156.