ـ(92)ـ
العلماء على ذكرها في كتب علوم القرآن، وبهذا الاعتبار يمكن إطلاق مصطلح "تفسير جامع" على مجمع البيان، لأنه يحوي علوماً مختلفة تتعلق بالقرآن الكريم.
وإذا كان الملاك في تقسيم كتب التفسير إلى نقلي وغيره بملاحظة محتويات "المعنى" من أي تفسير، وليس شيئاً غيره، أمكن اعتبار مجمع البيان من التفسير الأثري، لان أكثر ما يذكره في حقل المعنى من التفسير بالمأثور.
2 ـ أولى الطبرسي مسألة تناسب السور عناية خاصة. فقد حرص على ذكر تناسب أكثر السور القرآنية مع ما قبلها، في محاولة لبيان ارتباطها، ويكفي دليلاً على ذلك أن الطبرسي ذكر التناسب بين 109 سور من بين 114 سورة ذكرت في القرآن الكريم. وإذ استثنينا سورة الفاتحة من العدّ، فإن الطبرسي لم يذكر التناسب في أربع سور فقط وهذا العدد إن دل على شيء فإنما يدل على مدى اهتمامه ببيان تناسب السور فيما بينها.
والطبرسي يذكر هذا بعد ذكر اسم السور أو أسمائها، وذكر مكان نزولها واختلاف المفسرين في ذلك، وذكر عدد آياتها وفضلها، ثم يذكر تحت عنوان "تفسيرها" ارتباط السورة بما قبلها.
3 ـ يُولي الطبرسي مسألة تناسب الآيات في السور عناية خاصة، فهو كثيراً ما يذكر ارتباط الآية أو الآيات بما قبلها فعند الشروع في بيان معنى الآية أو الآيات يذكر وجه ارتباطها بما قبلها وقد لا يكتفي بذكر وجه واحد، بل يذكر وجوهاً متعددة (1).
______________________
1ـ أنظر على سبيل المثال الوجوه التي ذكرها عن تناسب قوله تعالى: (كما أخرجك ربُّك من بيتك بالحق، وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) الأنفال: 5، مجمع البيان 2: 520، كذلك أنظر 1: 385، 2: 7 و 12 و14 و19 و20، 5: 26 و28 و30 و44 و48 و57 و73.