ـ(91)ـ
الآيات التي لم ترد فيها روايات تفسيرية نقلها عن شيوخه.
الثاني: ما لم يلتزم فيه المفسر بذكر الروايات التفسيرية، بل يبدو تصرّفه في الروايات واضحا جلياً حتى يخيل إلى من لم يمارس مناهج المفسرين واتجاهاتهم أنه يسلك الطريقة الاجتهادية في التفسير، خصوصا إذا لوحظ كذلك تفسير الآيات التي لم ترد فيها روايات تفسيرية، فهو يذكر ما يحضره في تفسيرها، فهو على هذا تفسير روائي في طابعه العام، وخير من يمثل هذا الاتجاه الشيخ الطبرسي في (مجمع البيان لعلوم القرآن)، والبغوي في (معالم التنزيل) وهما موضوعا بحثنا الحاضر.
مجمع البيان لعلوم القرآن
يمكن عدّ "مجمع البيان" ضمن التفسير الأثري إذا أخذنا بنظر الاعتبار التقسيم المار الذكر. ويمكن لمن يراجع "مجمع البيان" ملاحظة ما يلي:
1 ـ اتخذ الطبرسي طريقة تجزئة المادة العلمية التي يذكرها، فهو يبتدأ البحث بذكر القراءات، ويذكر عادة القراءات العشر وبعض القراءات الشاذة، ويذكر ضمنا الاختلاف في عدد الآيات إن وجد، ثم الحجة وبعدها يعرج على ذكر اللغة فالإعراب، فأسباب النزول، وبعد ذكر كل هذه البحوث التمهيدية التي تعارف المفسرون على ذكرها لخدمة التفسير وتوضيحه يشرع في بحث "المعنى" الذي يشغل الساحة الكبرى من تفسيره، فالبحوث التي تخدم التفسير لا تشغل في الغالب أكثر من نصف المساحة التي يشغلها المعنى. وبملاحظة ما ذكرناه يحق للطبرسي أن يسمي كتابه بـ"مجمع البيان لعلوم القرآن" لأنه يذكر أسماء السورة، وبيان مكان نزولها، وعدد آياتها، وفضلها، ومناسبتها لما قبلها، وسبب النزول والقراءة والحجة، و... وكل واحد من هذه يشكل فرعاً من علوم القرآن التي درج