ـ(90)ـ
إضافات توضيحية من المفسر، ويمكن ملاحظة نمطين لهذا الصنف من التفسير:
الأول: ما ذكر فيه المفسر الروايات الواردة ويضيف إليه ملاحظاته من جهة، ويصنفها من جهة أخرى، فالطبري (ت 310هـ) لا يقتصر على ذكر الروايات وإنما يضيف إليها شرحاً وتعليقاً، وفي كثير من الأحيان يصنف الروايات الواردة في موضوع، فعند حديثه عن قوله تعالى: [ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه..] (1) يقول:
"اختلفت تراجمة القرآن في تأويل قول الله تعالى ذكره "ألم" فقال بعضهم: هو اسم من أسماء القرآن ذِكْرُ من قال ذلك، حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله (ألم) قال: اسم من أسماء القرآن..." (2).
ثم ذكر روايتين أخريين، وبعدها ذكر "وقال بعضهم: هو فواتح يفتح الله بها القرآن. ذكر من قال ذلك حدثني..) وهكذا يذكر الآراء ومع كل رأي ما رواه عن شيوخه في هذا الصدد. وبعد أن ذكر ما حضرته من الروايات في تفسيرها قال (وأما أهل العربية فأنهم اختلفوا في معنى ذلك فقال بعضهم: هي حروف من حروف المعجم استغنى بذكر ما ذكره منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها..." (3).
ويلاحظ من النص الأخير أن الطبري لم يكتف بإيراد الروايات، بل عقب عليها بالتعليق والتوضيح، وقد استغرق تعليقه على هذه الآراء سبع صفحات من القطع الكبير في حين أن الروايات التي ذكرها لم تستغرق صفحة ونصفاً.
والطبري مع كل هذا يقف عند حدود الروايات المفسرة روائياً ولا يتعداها إلى تفسير
______________________
1 ـ البقرة : 1 ـ 2.
2 ـ جامع البيان 1 : 67.
3 ـ جامع البيان 1 : 68.