ـ(89)ـ
الاتجاه الأدبي (اللغوي النحوي) ويمثله مجمع البيان للطبرسي (ت 548 هـ)، والاتجاه الروائي القصصي ويمثله معالم التنزيل للبغوي (ت 516هـ)، والاتجاه البلاغي ويمثله جوامع الجامع للطبرسي (ت 548 هـ)، والاتجاه الكلامي ويمثله التفسير الكبير للفخر الرازي (ت 606 هـ).
والبقعة الجغرافية التي يتناولها البحث هي خراسان القديمة التي تضم الولايات الأربع نيشابور ومرو وبلخ وهراة. فقد احتضنت هذه المنطقة مفسرين كان لهم شأن خاص في مجال الدراسات القرآنية.
وهذا البحث محاولة متواضعة لدراسة مناهج التفسير في هذه المنطقة لتلك الحقبة الزمنية، واستعراض اتجاهات التفسير فيها.
المنهج الأثري في التفسير
يظهر لمن يقرأ كتب التفسير وموسوعاته، ويطالع كتب تاريخ التفسير ومناهجه أن المفسرين الذين سلكوا هذا الطريق وساروا عليه على قسمين:
القسم الأول: اكتفى بذكر الروايات الواردة في الآية أو في جزء منها دون ان يضيف إليها شيئاً، أو يعلق عليها، وخير من يمثل هذا المنهج ويرسمه فرات الكوفي في تفسيره والسيوطي في (الدر المنثور)، والسيد هاشم البحراني في (البرهان) فإن كلاً منهم درج على ذكر الروايات المنقولة في تفسير آية دون تعليق أو توضيح، وإذا لم يرد في الآية رواية أو أثر أضرب عن تفسيرها صفحا ولم يفسرها، لذلك يُشاهد كثير من الآيات لم تذكر في هذا النوع من التفاسير؛ لعدم ورود رواية تفسيرية فيها.
والقسم الثاني: ما لم يقتصر فيه على إيراد الروايات فحسب، بل يلاحظ القارئ ثمة