ـ(86)ـ
مع العلم والحضارة، لا أن يعتبر كل منهما غريباً عن الآخر مثلما شيدت المدنية الغربية ركائزها على الفصل بين الدين والعلم، فأوجدت الفساد والشر.
هذه المدرسة القرآنية هي التي خرّجت آلاف العلماء والمفكرين والعرفاء والفقهاء والقادة والزعماء السياسيين والفلاسفة والأطباء والصناعيين وغيرهم من المتخصصين في العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، وعبدت الطريق أمام التقدم العلمي للبشر، ويمكن باتباع هذه المدرسة تحقيق الآمال القديمة التي ظلت تراود المصلحين، وإيجاد المدينة الفاضلة، وإنقاذ المجتمع البشري من مستنقع المادية.

دور الثورة الإسلاميّة
إننا نعيش حالياً في عصر الثورة الإسلاميّة التي ترى إصلاح الحضارة البشرية واحداً من أهدافها السامية، وهذا هو معنى تصدير الثورة الذي أشار إليه مؤسس الجمهورية الإسلاميّة الامام الراحل مرارا، إذ أراد توجيه المسلمين ومن ثم سائر الشعوب العالمية نحو المعنويات، ليصبح العلم والصناعية والحضارة والفن كلها في خدمة التقوى والإيمان. إن هذا الانفصام الذي فرضته أوربا على الدين والعلم، وجعلت من أحدهما ندا للآخر، يجب أن يزول، لتتجه البشرية نحو حياة جديدة تستلهم من الوحي، ويدخل الإيمان في كل الشؤون الحياتية الإنسانية الفردية منها والاجتماعية، والسياسية والاقتصادية والصناعة والفنية، لكي لا يحصر الدين بين جدران الكنيسة كما هو المتبع في المسيحية، أو جدران المسجد كما هو الحال عند كثير من المسلمين.
إن قضية (الالتزام) التي تبنتها الثورة الإسلاميّة كشعار يجب أن تدخل كل الزوايا