ـ(40)ـ
أو ذاك. ولقد اهتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذا الأمر حين وقف ينصح المسلمين في حجة الوداع بعدة أمور كان من جملتها نصيحتهم بالعودة إلى الثقلين.
والأمر الخامس الذي يمكن أن يشكل أساسا من أسس التقريب هو الاهتمام بابراز النقاط المشتركة بين المذاهب الإسلامية. صحيح أن هناك اختلافا بين المذاهب الإسلاميّة في مختلف المجالات، ولكن الاشتراك بينها هو أكثر وأهم مما به الاختلاف المهم التوجه والاهتمام.. تارة يكون نحو المشتركات، وتارة يكون نحو إبراز الخلافات وإثارة النزاعات. نقاط الاتفاق بين مذاهب المسلمين مهمة جدا، تعبر عن وحدة الأمة الإسلاميّة وعن هويتها وشخصيتها، فهم يحجون جميعاً حجاً واحداً، ويقفون على صعيد مشاعر واحدة، وهذه نعمة كبيرة من نعم الله على الأمة الإسلاميّة. وهكذا الصلوات الخمسة قد اتفق عليها المسلمون، وصوم شهر رمضان، وغيرها مما لا يحصى من المسائل الرئيسية المتفق عليها بين المسلمين ولابد من إبراز مواضع الاتفاق هذه باعتبارها أساسا من أسس التقريب.
والأمر السادس: هو أن الاختلاف في الأفكار والآراء يجب أن لا ينعكس على موقف المسلمين من القضايا العالمية الكبرى فالاختلاف الفكري بين أمة كبيرة لها تاريخ طويل وعلماء كثيرون طبيعي جداً، كما إن الاختلاف الفكري سنة من سنن الله تعالى ينتج عنه الحركة والتلاحم والنمو والثراء، لكن موقف المسلمين من القضايا الكبرى يجب أن يكون موحدا فالاختلاف هنا يعني ضعف الأمة وتمزقها وهيمنة أعدائها عليها لذلك أعتقد أن من أهم أسس التقريب توحيد موقف المسلمين تجاه القضايا الرئيسية والمركزية. والتوحيد في موقف المسلمين مطلوب في المجالات السياسية وفي المواقف الاجتماعية، كما حدث بالفعل ضمن إطار المؤتمرات التي عقدت أخيراً لمعالجة المشاكل الاجتماعية مثل مؤتمر القاهرة