ـ(41)ـ
ومؤتمر بكين ومؤتمر فينا، وكل هذه المؤتمرات عالجت مسائل حساسة هامة مثل مسائل الأسرة والمرأة. والمسلمون مطالبون باتخاذ موقف موحد تجاه هذه القضايا وهو عامل على تقريب المسلمين بكافة مذاهبهم وعلى وحدة الأمة.
والأمر الأخير: الذي أود أن أشر إليه في هذه العجالة هو قضية الأولويات في الحركة الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية وسائر المجالات الأخرى. لابد للمسلمين أن تكون لهم أولويات، وأن يكون لهم سلّم في القضايا. أي قضية أولى بالاهتمام أو باتخاذ موقف من غيرها؟ لابد من أجل التقريب بين المسلمين من وضع القضايا الهامة في رأس قائمة الاهتمامات والمناقشات وسيكون ذلك عاملاً على التقريب بل على الوحدة. لأن القضايا مهما كبرت فان الاتفاق بشأنها يكبر أيضاً وكلما دخلنا في التفاصيل والجزئيات أكثر اتجهنا إلى الهامش أكثر. قضية الأولويات قضية هامة إذ نجد أعداء الإسلام يحاولون دائما جر المسلمين للدخول في تفاصيل جزئية صغيرة بعيدة عن همومهم الكبيرة، من أجل أن يفرقوهم ويجعلوهم يختلفون ويتباعدون. والحركة الإسلاميّة الصحيحة هي التي تدفع المسلمين باتجاه الاهتمام بالقضايا الكبرى على المستوى السياسي والاجتماعي أمامنا تحديات كبيرة لا على الصعيد السياسي فحسب، بل أيضاً على الصعيد الاجتماعي فأمامنا قضايا المرأة والجنس والمخدرات والآسرة والقضايا الاقتصادية وكثير من القضايا الأخرى تشكل بأجمعها تحديات أمام الموقف الإسلامي. ولقد اتضح عمليا أن المسلمين حين يدخلون في الحديث عن هذه القضايا الهامة الكبرى يجدون أنفسهم متفقين في الآراء والمواقف. وهكذا على المستوى السياسي يواجه المسلمون قضايا كبيرة مثل الصراع الحضاري بين الإسلام والغرب.. بين الحضارة الإسلاميّة والحضارة المادية وهكذا قضية