ـ(39)ـ
رأي الطرف الآخر وأفكاره. يجب أن يكون تبادل الأفكار والآراء والمناقشات بين علماء المذاهب تماما كما هو الحال بين علماء العلوم التجريبية والفكرية والثقافية، حيث يكون رد العالم على العالم الآخر غالباً بروح الاحترام للرأي الآخر، باعتبار أنّه يرد على جهة علمية بذلت جهوداً حتّى توصلت إلى هذا الرأي، بنفس هذا النفس من الاحترام المتبادل يجب أن يسير الحوار بين علماء المذاهب، إذا شاؤوا التقريب بينهم.
والأمر الرابع في هذا المجال هو الاتفاق على مرجع للتحكيم بين هذه الآراء والمذاهب.
والمسلمون متفقون نظريا على هذا المرجع، ولكنهم لا يلتزمون عملياً أحياناً بهذا الجانب النظري. وهذا المرجع هو الكتاب الكريم والسنة النبوية الصحيحة. المسلمون يتفقون جميعاً على هذا الكتاب الموجود الآن بين المسلمين، ويعتبرونه وحيا نازلا على الرسول الكريم بنصه دون زيادة أو نقيصة ولا قيمة طبعاً لما ينسب إلى الشيعة من القول بتحريف القرآن. فهي نسبة باطلة وغير صحيحة، وآراء علماء الشيعة منذ الصدر الأول وحتى عصرنا الراهن هي الاعتقاد بسلامة النص القرآني من أي تحريف. وهذا هو الرأي السائد. إذن هناك اتفاق على الرجوع إلى القرآن الكريم وهكذا بالنسبة للسنة النبوية، كل المسلمين بكل مذاهبهم يعتقدون بأن ما جاء عن الرسول الكريم حجة لا يمكن لأي شخص أن يجتهد أمامه، ومذهب أهل البيت يركز على هذه المرجعية مرجعية القرآن والسنة، وقد بينا أهمية هذه المرجعية في بحثنا عن: التفسير عند أهل البيت (عليهم السلام) على أي حال، الاتفاق على هذه المرجعية نظريا بين المسلمين يستدعي الاتفاق عليها عملياً عندما يختلف المسلمون في رأي من الآراء، فليرجعوا إلى المتفق عليه بينهم وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، دون اتخاذ موقف تفسيري مسبق تجاه القرآن والسنة يناصر رأي هذا المذهب