ـ(38)ـ
* باعتباركم واحداً من كبار المفكرين المهتمين بأمر التقريب في العالم الإسلامي، ما هي الأسس التي يجب أن يقوم عليها التقريب بين المسلمين؟
? هذا الموضوع تناولته باختصار في كتاب: الوحدة الإسلاميّة من منظور الثقلين. ويمكن تلخيص الأسس التي أشرت إليها بالنقاط التالية:
أولاً: لابد في موضوع التقريب من الاهتمام بالبحث عن الحقائق لكل مذهب من المذاهب الإسلاميّة. فكل مذهب له متبنيات خاصة، سواء في الجانب العقائدي أو الفقهي أو في حقل تفسير التاريخ وفهم التاريخ. ولكن حقائق كل مذهب قد اختلطت مع الأسف باتهامات ونسب باطلة والتقريب بين المذاهب يفرض أولا الأخذ بمتبنيات كل مذهب من لسان أصحابه، وهذا أساس هام من أسس التقريب لفرز الصحيح عن المفتعل والمفترى في كل مذهب.
والأساس الآخر: هو التمييز بين الرأي السائد والرأي الشاذ داخل كل مذهب. فآراء رجل المذاهب بعضها يمثل الرأي العام السائد وبعضها شاذ يختلف عن متبنيات المذهب السائدة. والباحث الذي يسند رأيا إلى مذهب معين، لابد أن يأخذ بنظر الاعتبار الرأي السائد، ولا يتشبث بالآراء الشاذة. نعم يمكن أن ينقل هذه الآراء الشاذة وينسبها إلى أفرادها، لا إلى المذهب بشكل عام.
والأمر الثالث الذي يمكن أن يذكر في هذا الصدد هو مسألة احترام الرأي الآخر، ولابد أن تسود الحالة العلمية في المواقف والحوار بين العلماء نعم، الاختلاف طبيعي، والدفاع عن الرأي والاستدلال على صحته حق لكل عالم، ورد الرأي الآخر باستدلال علمي حق أيضاً. ولكن تارة يكون الرد بروح الاتهام والتحامل، وتارة أخرى يكون بروح احترام