ـ(189)ـ
أما المستشرق شاتلي فقد كان يصرخ: "إذا أردتم غزو الإسلام وتحطيم شوكته والقضاء على عقيدته التي أتت على كل العقائد السابقة واللاحقة، والتي كانت السبب الأول والرئيس لاعتزاز المسلمين وشموخهم وسيادتهم وغزوهم للعالم، فعليكم أن توجهوا جهودكم إلى هدم نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلاميّة بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وتاريخهم وكتابهم القرآن، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم، ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك، لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها"(1).
ونرى الحقد واضحاً وجلياً في كلمات القس الدكتور صموئيل زويمر الذي رشحه نشاطه التبشيري الزائد لأن يحتل منصب رئيس المبشرين في الشرق حتّى لقب بـ "الرسول المختار إلى العالم الإسلامي!"، فقد خطب هذا القس في مؤتمر القدس التبشيري الذي عقد برئاسته في نيسان عام 1935 م إبان الاحتلال البريطاني لفلسطين قائلاً: "أيها الاخوة الأبطال والزملاء الذين كتب الله لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمار بلاد الإسلام.. لقد أديتم الرسالة التي أنيطت بكم أحسن أداء ووفقتم لها أسمى توفيق.. مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي فلا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها. وبذلك تكونون أنتم طليعة الفتح الاستعماري للبلاد الإسلاميّة.. لقد قبضنا أيها الاخوة في هذه الحقبة من الدهر على جميع برامج التعليم في البلاد الإسلاميّة، ونشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير والكنائس والجمعيات والمدارس المسيحية الكثيرة التي تهيمن عليها الدول الأوروبية والأمريكية.. إنكم أعددتم شباباً في ديار المسلمين
______________________
1 ـ عبد الرحمن الميداني أجنحة المكر الثلاثة: 199.