ـ(184)ـ
رابعها: التفسير بان مراد الله كذا على القطع من غير دليل.
خامسها: التفسير بالاستحسان والهوى (1).
ولكن هذه الوجوه الخمسة ترجع في النهاية إلى وجهين أساسيين:
أحدهما: الاستبداد بالتفسير من غير اعتماد على أصول التفسير ومنابعه الأصيلة أو عدم مراجعة مبانيه المعتمدة المتفق عليها.. ومنها الآثار الصحيحة الواردة عن النبي وصحابته العلماء وعترته الطاهرين.. وكذا من غير ملاحظة أسباب النزول والشواهد والدلائل المتوفرة المؤثرة في فهم معاني الآيات وطريقة الاستنباط.
وهذا هو الاستقلال بالرأي والاستبداد فيه... وهو مرفوض في شريعة العقل الرشيد.
الثاني: التحميل على القرآن، بأن يحاول تحميل رأيه على القرآن، حتى ولو كان ظاهر النص يأباه، كأصحاب المذاهب الفاسدة الذين يحاولون تبرير عقائدهم المنحرفة بتطبيقها على ما أمكن من ظواهر النص المحتملة، ومن ثم ينتجهون نحو الآيات التي هي متشابهة بظاهرها فيتبعونها ابتغاء تأويلها وتصريفها إلى حيث مراميهم السيئة تمويهاً على العامة.
ومن هنا نرى كثيراً من أصحاب القول بالجبر والقدر حاولوا التمسك بظواهر آيات معينة، فحرفوها وتصرفوا في معانيها، وهذا هو التحريف في المعنى والتفسير.
وإن كثيراً من الآيات، التي تشبث بها هؤلاء، لم تكن متشابهة من قبل، وإنما عرض عليها التشابه بصنيع أصحاب الجدل في الكلام، ومحاولات بذلت فيما بعد بصدد تبديل مفاهيمها وتحريف معانيها.
نعم قد لا يكون هناك غرض سوء، لكن الغباوة الذاتية دعت بأناس حملوا القرآن على
______________________
1 ـ راجع: الإتقان للسيوطي 4 : 191.