ـ(163)ـ
الدنيا تبقى دونما أثر ومعنى. لو أن الشاه كما يقول مرارا يرغب حقاً في إحلال النظم في إيران، فلماذا لا يسرع في عقد مجلس الشورى الوطني هذا؟ ثم إنه ـ كما قال الشاه نفسه مراراً ـ لا تكفي رغبة الشاه وحدها لتنظيم الحكومة، نفس الشعب يجب أن يتحلى بدرجة من الوعي تؤهله للمطالبة بالقانون."(1).
ميرزا ملكم خان من أولئك الأفراد الذين قيل فيهم: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. كثير من مثقفي القرون الأخيرة ـ إلاّ قليلاً ـ أغدقوا عليه الثناء، وأصبح بين أبناء عصره من المثقفين كعمر بن أبي ربيعة بين غانيات زمانه كانت له علاقات وثيقة وحميمة مع كثير من المتجددين والمتغربين في عصره، ولكن التدقيق في تفاصيل حياته تميط اللثام عن حقيقة زيفه رغم ما كان يبديه من احترام للإسلام، يظهر من ارتباطاته الشخصية وسلوكه أنّه لم يكن يؤمن بالإسلام.
ننقل في هذا المجال ما كتبه الدكتور نورايي(2).
".. ذكرنا سابقاً في شرح عقائد ملكم أن العلوم التجريبية مقدمة لتحرر المجتمع الغربي من القيود وبعد نضال دام طويل فصل منهج التقدم العلمي عن خرافات القساوسة، وبذلك اقتربت الحضارة الأوربية من المرحلة العلمية وملكم يطرح موضوع عدم بلوغ المجتمعات غير الأوربية المرحلة العلمية، ولابد من إعداد أرضية التقدم لهذه الشعوب بترويج التفكير العلمي ولما كانت المعتقدات الإيمانية في هذه المجتمعات راسخة فلا يجوز مهاجمتها، لأن ذلك
______________________
1 ـ آدميت، مصدر سابق: 149.
2 ـ نورايي، وآدميت، وفشاهي، وبينا.. ممن ينقل عنهم الكاتب هم من أنصار "التقدمية" بمفهومها الغربي.