ـ(164)ـ
لا يساعد في دفع عجلة التقدم، بل سيزيد في مقاومة المؤمنين بها.
من هنا فان ملكم في حديثه إلى آخوند زاده يؤكد أن الإرشاد والتوجيه والتعليم "لسكنة المملكة العثمانية وإيران والقفقاس الذين يدينون بأحد الأديان الثلاثة: الإسلام والنصرانية واليهودية، ينبغي أن لا يبدأ بالانتقاد الديني". "واعلم يا ميرزا فتح علي أنك لا ينبغي أن تتعرض لدين أحد، ولا يجوز أن تقول له: إن اعتقادك باطل وأنت ضال.. فبهذه الطريقة الجافة سوف تخلق لك آلاف الأعداء والشاتمين، ولا تحقق ما تصبوا إليه.
كل واحد من هؤلاء سوف يواجهك بلجاج وعناد ويدعي أن كلامك خاو ودلائلك باطلة، فتذهب أتعابك هدراً لماذا تتعرض لدينهم؟ دعك عن دينهم ولا تتحدث عن بطلانه" ملكم في عبارته هذه يذهب ـ دون شك ـ مذهب عدم الإيمان بما وراء الطبيعة، ويعتقد أن ماهية الأديان واحدة. وهو ـ في نفس الوقت ـ فهم المنطق الأخلاقي للأديان ويقول: "كل دين يتضمن ثلاثة أمور مختلفة: العقائد والعبادات والأخلاق. والهدف من الدين هو الأمر الثالث والعقائد والعبادات فرعان لذلك المقصد الأصلي.. ولو عثرنا على وسيلة تجعلنا أصحاب أخلاق حسنة دون افتراض مستوجب التعظيم والتعبد عندئذ سقط عنا ذلك الفرعان وهما العقائد والعبادات"(1).
______________________
1 ـ نورايي، مصدر سباق: 46 ـ 47.