ـ(157)ـ
"في قضية إيفاد فرخ خان أمين الملك إلى باريس لعقد اتفاقية السلام مع باريس، كان الميرزا ملكم خان مترجما ومستشاراً مرافقاً للوفد، وأبدى لياقة وكفاءة ملفتة للأنظار، ونال درجة من الترفيع.
بعد عودته من باريس نظم رسالة تحت عنوان: كتيّب الغيب، وقدّم فيه مقترحات لإصلاح الأمور، عرض فيه أصولا وقواعد لما كان يسمى في الدولة العثمانية باسم "التنظيمات"، وأرسله إلى ناصر الدين شاه عن طريق جعفر خان مشير الدولة"(1).
يجدر أن نسمي الميرزا ملكم خان أبا الماسونية في إيران فهو أول من أسس محفلاً ماسونياً في إيران بين السنوات 1276 و1277 هـ ق. ولم يكن له طبعاً ارتباط بالمحافل الماسونية البريطانية والفرنسية. بعد فترة قصيرة أساء الشاه الظن بهذا النشاط، فصدر بيان حكومي نشر في الصحيفة الرسمية يهدد كل من تسول له نفسه أن يتحدث عن مثل هذه المحافل "الدنيئة" ونفي ملكم عقب ذلك إلى بغداد، وفي بغداد رفُع عنه تقرير إلى الباب العالي العثماني يقول: "هذا الشخص رجل مفسد، ووجوده في عراق العرب يؤدي إلى الإخلال بالأمن " فاضطر إلى أن يلجأ إلى الميرزا حسين خان مشير الدولة سفير إيران لدى اسلامبول.
وهذا الأخير توسط لدى الشاه فعفا عنه وعينه مستشاراً للسفارة في اسلامبول.. بعد مدة أقدم "ميرزا سعيد خان مؤتمن الملك" وزير الخارجية، الذي لم تكن علاقاته حسنة بملكم خان، إلى قطع مرتبة الشهري، وضيق عليه، فاستقال ملكم خان من خدمة الحكومة الإيرانية، وتقدم بطلب وظيفة في البلاط العثماني، فوظفه "عالي باشا". توسط ميرزا حسين
______________________
1 ـ آدميت، مصدر سابق: 97.