ـ(156)ـ
مباشر أو غير مباشر بالميرزا ملكم خان، وأن اسمه مدرج في عدد من الاتفاقيات المثيرة المخزية في العصر القاجاري وخاصة في عصر ناصر الدين شاه، فانه من الضروري أن نقف عند ترجمته ومؤلفاته.
"ملكم ابن يعقوب الأصفهاني ولد سنة 1249 هـ.ق في مدينة جلفا موطن الأرمن جوار نهر زاينده (زاينده رود). ميرزا يعقوب سافر في شبابه إلى خارج إيران وتعلم اللغتين الروسية والفرنسية، وتعرف قليلا على أوضاع العالم الجديدة".
يبدو أن ميرزا يعقوب ترك دين آبائه واعتنق الإسلام وأرسل ابنه ملكم منذ صغره إلى أوربا للدراسة فأنهى الدراسة الابتدائية والثانوية في إحدى مدارس الارمن بفرنسا ثم التحق بمعهد التكنولوجيا في باريس.
.. ميرزا آقا خان استخدم ملكم في دار الفنون مترجما لدروس الأساتذة الأوربيين ولتدريس الجغرافيا والعلوم التمهيدية.
.. ميرزا ملكم خان تعرف على العلوم الطبيعية في فرنسا، وعرض لأول مرة في طهران بعض الأدوات الفيزيائية، منها أنّه قام لأول مرة بتجربة مد خط تلغراف بين مدرسة دار الفنون وقصر الشاه، واعتبر لذلك أول ناقل للتلغراف من أوربا إلى إيران.
هذه التجارب المستمدة من الخواص الفيزياوية والكيمياوية للمواد، كان يجربها ملكم داخل المدرسة وخارجها، وكانت بالنسبة لأهل ذلك الزمان جديدة وغريبة، ولم يكن يعرف أحد عللها وأسابها كما ينبغي ولذلك كانت توحي إلى الأذهان الساذجة بأنها من الخوارق ومن أعمال السحر والشعوذة.." (1).
______________________
1 ـ فشاهي، مصدر سابق: 439 وهذا يذكرنا بما كتبه الجبرتي عن مثل هذه الظواهر إبان حملة نابليون على مصر (المترجم).