ـ(155)ـ
ميرزا ملكم خان وإرهاصات المشروطة
يحتل ميرزا ملكم خان مكانة هامة في أحداث تاريخ الحركة التقدمية والإصلاحية قبل المشروطة وفي عمليات التمهيد الفكري للمشروطة، ويندر أن نجد شخصا يرقى إلى مستوى نشاطه في نقل مفاهيم الهيومانية والديمقراطية والبرلمانتارية إلى مجتمعنا. وكان إلى هذا من اكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في القرن الأخير والآراء بشأنه متناقضة جدا، بعضها أوصلته إلى أعلى عليين، وبعضها أنزلته إلى أسفل سافلين "ظِلُّ السلطان" حاكم أصفهان يكتب حوله قائلاً:
".. هذا الشخص من نجباء إيران. عائلة ملكم مشهورة في إيران ومعروفة كان الفيلسوف الأول، والمعلم الأول، انه ـ دون مبالغة ـ مثل أرسطو وأفلاطون بل إنه يفوقهما بالفين أو ثلاثة آلاف سنة من المعلومات التي ظهرت بعد عصرهما ذو كمال فائق، وذو قدرة على عدة لغات أجنبية، كان أستاذا في الفرنسية والإنجليزية وغيرهما قلما يبلغه أحد في قوة قلمه وقوة عسكريته، وإذا بلغه فلا يفوق عليه..." (1).
ويقول محمد حسن اعتماد السلطنة عنه:
"ملكم عالم بدون عمل، وزنبور بدون عسل، ومتصف بصفات الرذيلة. لا يمكن إنكار قدرته البولتيكية حين لا يكون له غرض ومرض فهو ناصح جيد، وموجّه ماهر، ولكن حين تكون ثمة مصالح شخصية، أو تلوح في الأفق مصلحة، فإن علمه يتلاشى كعمله.." (2). ولما كان كثير من المسؤولين ودعاة التقدمية والإصلاح والديمقراطية على ارتباط
______________________
1 ـ ملكم خان، مجموعة آثار (بالفارسية)، طهران، دانش، 1327 (مقدمة محمد محيط طباطبائي).
2 ـ نفس المصدر (المقدمة).