ـ(154)ـ
بتفسير القرآن والسنة لتنطبق مع هذا التيار، وإن بهرتهم الماركسية يعكفون على وضع نصوص الدين في قوالب المادية التاريخية.. وهكذا تراهم أحيانا يعربون عن حرصهم على بقاء الدين بمثل هذه الأعمال الالتقاطية حتّى كأن خلود الإسلام يتمثل في تحوله المستمر وفق مشتهيات أصحاب المدارس الفكرية المختلفة!!
أمعن النظر في أقوال طالب أوف بشأن الشهادة والشهيد، تراه يسلب من عملية الاستشهاد طابع العمل في سبيل إعلاء كلمة الله ومحاربة أعداء الله، ويجعلها عملية نضال اجتماعي سياسي كنضال أصحاب المدارس الفكرية المادية الأخرى لا أكثر ولا أقل، وخلودهم ليس بسبب ما وفره الله لهم من كرامة، بل بسبب جسيم الأعمال الحميدة التي أدوها للأجيال.
وأنظر إلى حديثه عن عالم الذر، وهو العالم الذي تشير إليه الآية الكريمة: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين"(1).
فيفسره بأنه عالم "الذرات"، وهو تفسير ينم عن هذه الهزيمة أمام المكتشفات العلمية والمادية والفيزيائية (2).
______________________
1 ـ الأعراف: 171.
2 ـ مثل هذه التفسيرات الفيزيائية والمادية لآيات الذكر الحكيم، أو لأحداث الدعوة الإسلاميّة شاعت في العالم العربي أيضاً خلال فترة معينة، وطالت شخصيات إسلامية كبيرة من أمثال محمد عبده، انظر تفسير جزء عم ـ سورة الفيل للشيخ محمد عبده. (المترجم)