ـ(150)ـ
إنه دون شك متأثر بالليبرالية، وبحركة الإصلاح الديني الأوربية، ونعلم أن حركة الإصلاح الديني في أوربا استهدفت التحرر من أغلال الكنيسة وتعسفها، ثم أعقب ذلك حدوث الثورة الصناعية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. ديكارت واسبينوزا كانا من المنادين بأصالة العقل، وتبع ذلك الدعوة إلى حرية الفكر وحرية العقيدة، وهاجم ميلتن جهاز تفتيش العقائد، وكل ذلك أدى إلى ظهور الحركة الفكرية الكبرى في القرن الثامن عشر الميلادي في أوربا وأمريكا وكان من رموز هذه الحركة الفكرية الكبرى في القرن الثامن عشر الميلادي في أوربا وأمريكا وكان من رموز هذه الحركة فولتير، وروسو وديدرو، ومونتيسكيو، وكوندروسي، في فرانسا، وكانت، وغوته، وليسينغ، في المانيا وهيوم، ولاك، وآدم سميث في بريطانيا، وجفرسن، وفرانكلين في أمريكا (1). هؤلاء المفكرون والفلاسفة ثاروا ضد الاقطاع والاستبداد وقدرة الطبقة الارستقراطية والكنيسة ورجال الدين وهذه الحركة اتحدت مع الطبقة المتوسطة النامية في مجتمعات اوربا الغربية وقامت بالثورات السياسية في بريطانيا وأمريكا وفرنسا. اتحاد الحركة الفكرية الإصلاحية والطبقة المتوسطة أوجد الليبرالية بأصولها وأفكارها الأساسية.
النواة الأصلية لليبرالية هي الحرية، وأساسها الحرية الفردية. فالفرد حر في التفكير والعقيدة وحق انتخاب الحرفة وحق إنجاز المعاملات والاشتراك في الحكومة عن طريق انتخاب الحاكم، ويعتقد الليبراليون أن هذه الحقوق ناشئة عن "الطبيعة" والحكومات مكلفة بحمايتها وكما أن عالم الطبيعة يقوم على أساس قوانين الطبيعة كذلك نظام المجتمع وحقوق الأفراد يجب أن تقوم على أساس قوانين الطبيعة ! ولما كانت قوانين الطبيعة واحد في الظروف المتشابهة، فإن الحقوق الناشئة عنها للأفراد واحد أيضاً في كل مكان وهذا
______________________
1 ـ مصاحب، مصدر سابق ـ 2542.