ـ(148)ـ
والإصلاح) ورد عليه (1)، ثم تدخل أحمد وقال: ".. اعلم أولا أن الحرب بين أبناء البشر أمر طبيعي، لا اصطناعي.. الحروب وسفك الدماء في هذا العصر لا يمكن مقارنتها بالعهود السابقة كان الجرحى في الحروب السابقة يداسون تحت سنابك الخيل، ويصفون الأسرى فيقطعون رؤوسهم، وحين يدخلون البلاد المفتوحة كانوا يذبحون أهلها ويهدمون دورها.
أما الآن فتسير خلف المحاربين مجموعات من الأطباء والممرضات من النساء المسميات بالأخوات العطوفات، وتسير هذه المجموعات مع المقاتلين بأدوات الجراحة وأكواز الماء وأحمال الأدوية، والسديات اللولبية لحمل الجرحى ويضمدون المصابين تحت وابل الرصاص.. ولو كان المغلوبون عطشى أو جوعى يعاملونهم كضيوف أعزاء، فيطعمونهم ويسقونهم وبعد ذلك يطلقون سراحهم مسلحين أو منزوعي السلاح حسب ما يعقد من معاهدات أو يراسلونهم إلى معسكرات الأسر، فيتعلمون هناك الصناعة والحرف، أو يمتهنون التدريس..".
جذور التغرب لدى طلائع الفكر
حول الحرية وارتباطها بالإسلام انظروا إلى آراء طالب أوف: ".. حكيم آخر يقول: من يستهدف إلى أن يموت فقد استهدف الحرية. من كان ينشد الحرية فلا يخشى الموت، أي لا يرضخ لأحكام الاستبداد وسلب الحقوق من هنا كان شهداء كل أمة أحياء دائما وأيام ولادتهم ووفاتهم أيام مباركة ذلك لأنهم ضحوا بأنفسهم من أجل صيانة الحقوق والحرية،
______________________
1 ـ يظهر من رد أحمد أن آقا عبد الله أثار مسألة الحروب الطاحنة التي يشهدها العالم الغربي المتطور (المترجم).