ـ(147)ـ
تقديم العلاج من تأثر بالهزيمة أمام الغرب ومن فرار من الذات والهوية يقول:
".. سألت من الأقا رضا (نموذج لعالم دين مؤيد للتغرب) وهو رجل فاضل وشاعر، هل من جديد؟ قال: عندكم جامع المعقول والمنقول، فما الجديد عندي؟ قلت: لم هذا التواضع وكسر النفس؟ عندك 10 آلاف كتاب كنز معلوماتك يكفي لاثراء عشرة علماء قال: لا، أبدا، ما عندي أنا وأمثالي إنّما هو ألسنة الأموات، أو معلومات سقطت عن حيز الانتفاع، وأصبحت جزء من الأساطير ما يعلمه أحمد آقا (نموذج للتقدميين) ينفعه وينفع الآخرين. كل العالم بحاجة إلى هذه المعلومات.
ما نعلمه نحن يجب أن نكتبه على ورقه من صنع أمة أخرى، وأن نقرأه بنظارة من صنع الغرب.
معلوماتنا كانت كافية حين لم تتسع احتياجات الناس كما اتسعت اليوم، وما كان من المتصور أن تزداد علاقات الشعوب إلى الدرجة التي هي عليه اليوم لكن أحمد يستطيع أن يصنع من ترابنا أواني خزفية، ويصنع من صخورنا بلورا، ومن رمال صحارينا زجاجا، ومن قطن بلدنا وصوفه قماشا نصنع منه عمامة ورداء، ومن النفط الأسود مواد مأكولة ومواد محترقة يستطيع أن يخترق الأرض ويستخرج من باطنها ما أودعته الطبيعة في سرتها من ثروات تزيد الثروة العامة ماذا أقول؟ أنا منفعل من معلوماتي ما أعلمه هو أني لا أعلم شيئاً"(1).
بعد حديث آقا رضا تصدى له آقا عبدالله (في دور الرجعي المعارض للتقدم
______________________
1 ـ عبد الرحيم ابن الشيخ أبو طالب، مسائل الحياة (فارسي): 49، تفليس، مطبعة غيرت، 1324 هـ.ق.