ـ(145)ـ
الاجتماعي ـ السياسي ـ العسكري في إيران آنئذ، لنستبين عوامل مصائب الأمة، ونكتشف الجذور الفكرية لحركة المشروطة، ولنعرف الذين رفعوا عقيرتهم لأول مرة مطالبين بالمشروطة، ونفهم كيف قامت هذه النهضة، وما هي الانحرافات التي واجهتها، وما هي طبيعة هذه الانحرافات.
".. بين مفكري المشروطة يحتل عبد الرحيم طالب أوف مكانة هامة، ولد سنة 1250 هـ ق في تبريز. وفي السادس عشرة أو السابعة عشرة ذهب إلى تفليس واشتغل بالتجارة وبعد بضع سنين جمع ثروة يعتد بها وهناك تعلم اللغة الروسية جيدا وتعرف على آثار المفكرين الروس والفرنسيين. وبعد سنين من الإقامة في تفليس ذهب إلى ـ تمرخان شوره ـ مركز داغستان، وأقام فيها حتّى آخر عمره أي حتّى سنة 1329 هـ. ق.." (1).
كانت له مؤلفات في الحقول السياسية ـ الاجتماعية، وكان يكتب من المناطق المحتلة (من موضع رفاه كامل) وَصفاتٍ علاجية لإيران، ولنعرف مقدار معلوماته عن إيران (وطنه غير المألوف إليه)، لا بأس أن نلقى نظرة على كتاباته من خلال ما نقله السيد فشاهي:
"... لا استعرض كل ما جاء في كتاب ـ مسالك المحسنين ـ بل أشير فقط إلى أن طالب أوف عرض في هذا الكتاب قصة خيالية ضمنها مشاكل الناس في إيران، لكنه ما كان ناجحا في عرض هذه المشاكل لأسباب أولها أنّه كان قد غادر إيران منذ صباه، ومعلوماته آنئذ لم تكن مكتملة عن إيران.. معلومات الكاتب ناقصة حتّى عن جغرافية إيران، فهو يتصور أن السفوح الجنوبية لسلسلة جبال البرز خضراء مغطاة بالأشجار مثل سفوحها الشمالية.." (2).
______________________
1 ـ فشاهي، مصدر سابق: 390.
2 ـ نفس المصدر 390، وأنظر أيضاً: كسروي، مصدر سابق: 62.