ـ(144)ـ
في سنة 1281 هـ. ق "السير فردريك جولد سميث" الذي وُظّف لتأسيس خط التلغراف في جنوب إيران،فصل عن إيران أقساماً من سيستان وبلوشستان، وحصل بالتدريج على امتيازات في إيران.
من أجل الحصول على امتيازات بريطانية في إيران، لم تكن بريطانيا ـ على الظاهر ـ طرفا مباشرا مع حكومة إيران، بل إن ذلك كان يتم عن طريق رجال أعمال بريطانيين وشركات تجارية بريطانية، بتوجيه ودعم من حكومة بريطانيا، وأحيانا بتهديد من هذه الحكومة، أو بإنفاق بضع ليرات ذهبية للخونة والغافلين.. وبهذه الطريقة كانوا يحصلون باستمرار على امتيازات، وتنتشر أخبارها في العالم، فتثير دهشته الرأي العام العالمي.
منذ أوائل العهد القاجاري، وبطرق مختلفة ملتوية، وذرائع شتى، توغلوا في معظم الجزر الهامة في الخليج الفارسي وسواحل إيران الجنوبية، بمعاهدة تارة واتفاقية تارة، وبالتهديد والقوة تارة أخرى.
في سنة 1236 هـ.ق أسسوا في جزيرة قشم معسكرا باسم مكافحة القرصنة البحرية، وبسطوا نفوذهم على شيوخ تلك النواحي التي كانت تابعة لإيران مثل: عمان والبحرين ومسقط والكويت، ودخلوا في اتفاقيات مع آخرين مثل شيخ المحمرة (خرم شهر حاليا) لتأسيس حكومات نصف مستقلة عميلة، كي يضمنوا سيادتهم البحرية في الخليج الفارسي، ويدفعوا ما قد يشكل خطرا على الهند، وليستفزوا بين آونة وأخرى حكومة إيران ويثيروا الأتعاب بوجهها (1).
الهدف من ذكر هذه الوقائع والمعاهدات والحروب والهزائم، إلقاء الضوء على الوضع
______________________
1 ـ بينا، مصدر سابق: 177.