ـ(109)ـ
كان كل تفسير منها يمثل قمة في تفسير تلك الطائفة، فتفسير (مجمع البيان) غني عن التعريف، وألفاظ الاحترام والتقدير، وعبارات الإعجاب بمجمع البيان وصاحبه من قبل علماء الشيعة ومحققيها فضلاً عن علماء بقية المذاهب الإسلاميّة، كشيخ الجامع الأزهر الشيخ سليم البشري ووكيله الشيخ محمود شلتوت. وما وجد على ظهر نسخة الشيخ سليم البشري الخاصة من ان (هذا التفسير من خير التفاسير التي قرأتها) (1)، وما ذكره الشيخ محمود شلتوت عند تقديمه لمجمع البيان من انه (نسيج وحده بين كتب التفسير، وذلك لأنه مع سعة بحوثه وتنوعها وعمقها له خاصة في الترتيب والتبويب والتنسيق والتهذيب لم تعرف لكتب التفسير من قبله ولا تكاد تعرف لكتب التفسير من بعده) (2) خير دليل على ذلك.
أمّا نظرة علماء أهل السنة إلى تفسير البغوي (معالم التنزيل) فيكفي فيها قول ابن تيمية (واما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها ـ الزمخشري، البغوي، القرطبي ـ فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة: البغوي).
ويمثل هذان الكتابان حلقة واحدة من سلسلة التفسير التي امتدت من زمن الرسول صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا. وهي التفسير بالمأثور للآيات التي ورد فيها قول مأثور إضافة إلى تفسير ما لم يرد فيه شيء عن السلف، بما يصل إليه اجتهاد المفسر، كما ان التفسير المأثور في هذين يتمركز حول نسبة الأقوال لأصحابها دون ذكر السند، أو ذكر المتن كاملاً، فلا يكتفيان بذكر الروايات التفسيرية دون ذكر ما يوضحها، ويقربها إلى الأذهان، كما لا
______________________
1 ـ من مقدمة طبعة دار التقريب بالقاهرة.
2 ـ من مقدمة دار التقريب بالقاهرة 1 : 20.