ـ(108)ـ
الأول فيهم، وقال المعتزلة: جعل على قلوبهم علامة تعرفهم الملائكة بها"(1).
7 ـ ويتعرض البغوي لذكر المسائل الفقهية في الآية، فيطيل الحديث عنها ذاكراً ما وصلت إليه من روايات وأحاديث تتعلق بذلك الحكم الشرعي. وهو يتطرق عادة إلى ذكر أهم الآراء المختلفة في المسألة، وذكر فروعها مع عدم الاستدلال لكل رأي.
8 ـ قد يورد البغوي إشكالاً على ظاهر النظم القرآني ثم يجيب عليه. ففي قوله تعالى: [يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون](2) استعمل النص القرآني لفظ "يخادعون" وهو مما يستعمل في المشاركة، وهي غير متصورة في حقه تعالى فقال (فان قيل: ما معنى قوله "يخادعون الله" والمفاعلة للمشاركة، وقد جل الله تعالى عن المشاركة في المخادعة؟ قيل: ترد المفاعلة لا على معنى المشاركة كقولك: عافاك الله وعاقبت فلاناً وطارقت النعل، وقال الحسن: معناه يخادعون رسول الله صلى الله عليه وآله) (3).
9 ـ تفسير البغوي من النوع الأثري الذي لم يلتزم فيه بالأثر فقط، بل ذكر إضافة إلى ذلك بعض التفسير العقلي، كالتفسير الذي نقله عن المعتزلة، إضافة إلى أنه فسر الآيات التي لم يرد فيها شيء عن السلف؛ كما هو ملاحظ لمن يطالع التفسير ويقرؤه.
10 ـ ولا ينسى البغوي استقصاء الآراء التي نقلت عن السلف في الآية. فكثيراً ما نرى في معالم التنزيل عبارة "قيل" أو "وقال فلان".
وبعد تلك السياحة في آفاق هذين التفسيرين تبين ان التفسير الأثري في خراسان في القرن السادس عشر الهجري تمخض عن اثرين جليلين من طائفتين من طوائف المسلمين
______________________
1 ـ معالم التنزيل 1 : 49.
2 ـ البقرة : 9.
3 ـ معالم التنزيل 1 : 50 وانظر كذلك 1: 241.