ـ(110)ـ
يتركان الآيات التي لم يفسرها السلف دون تفسير.
ورغم اتفاق هذين الكتابين في هذه النقطة بالذات فإن ثمة فوارق يمكن ملاحظتها، نستطيع الإشارة إليها بسرعة:
1 ـ ان المطالع لمجمع البيان تظهر له قدرة الطبرسي الفائقة على عرض الآراء وتنسيقها، كما يمكنه استخلاص: ان اطلاع الطبرسي ـ على أقوال المفسرين واختلافهم ـ أكثر من اطلاع البغوي.
2 ـ تنظيم الطبرسي مطالب كتابه وبحوثه المختلفة بعكس البغوي الذي لم ينسق بحوث كتابه أبداً. هذا إضافة إلى ان (معالم التنزيل) يخلو مما نراه شائعاً في (مجمع البيان) من بحوث نحوية ولغوية وبلاغية وغيرها. وبهذا يمكن بحق القول ان (مجمع البيان) تفسير جامع بينما لا يمكن إطلاق ذلك على (معالم التنزيل).
3 ـ ان الطبرسي عندما يطرق بحثاً فإنه يحاول ان يوفي البحث حقه من العرض، بعكس البغوي الذي يبقى بحثه النحوي واللغوي أبتراً، لا تعمّق فيه، وكذلك المباحث التفسيرية.
وليس ببعيد ان يكون البغوي قصد إلى ذلك قصداً ليخلص تفسيره مما شحن به المفسرون كتبهم من مباحث تكميلية تزيد في حجم الكتاب ومباحثه، ولكن الأمر على كل حال يبقى، ملاحظاً من ان أحد الكتابين يزيد على الثاني في بعض بحوثه.
4 ـ ولأن (مجمع البيان) تأليف عالم شيعي ينتمي إلى طائفة لها نظراتها الخاصة في بعض الأشياء، منها تنزيه الأنبياء وعصمتهم من الصغائر فضلاً عن الكبائر نراه يعلق على بعض القصص القرآني التي ينسب من خلالها إلى بعض الأنبياء (عليهم السلام) ما لا يليق بمنزلتهم ومكانتهم.