ـ(103)ـ
لتفسير ما يريد تفسيره من قوله تعالى من جهة، والاطناب في ذكرها من جهة أخرى. ولو أردنا أن نذكر مثالاً واحداً للتدليل على ذلك لضاق بنا المقام، ولملئت أكثر من صفحة في ذلك. ولكننا نورد مطالب مختصرة من بعض القصص ليتبين مقدار إطنابه في ذلك. ففي موضوع دخول إبليس الجنة وإغواء آدم وحواء ـ على حد زعمه ـ ذكر:
1 ـ دخول إبليس الجنة بواسطة الحية.
2 ـ صفة الحية.
3 ـ محاورته آدم وحواء وبكائه لخداعهما.
4 ـ أكلهما من الشجرة والأقوال في كيفية أكل آدم.
5 ـ هبوط آدم من الجنة.
6 ـ تعليم الله آدم صنعة الحديد والزراعة.
7 ـ جزاء حواء على إغوائها آدم بالأكل.
8 ـ بدّو السوءات (1).
وإذا كان في ذكر بعض القصص فائدة منها: توضيح النص القرآني، والاعتبار بقصص الماضين، وبيان نصرة الله أنبيائه وعباده الصالحين، فإن في ذكر ذلك مختصراً مندوحة عن ذكره مفصلاً ما دامت الفوائد المتوخاة حاصلة.
ويُلاحظ في بعض الأخبار التي يذكرها البغوي إضافة إلى الإطالة والإطناب حشوها بمالا فائدة فيه، ولا إيضاح للنص، فطول قوائم الكرسي في قوله تعالى: [... وسع كرسيه السماوات والأرض...] (2)، وعدد حملة الكرسي، وعدد وجوه كل ملك، ومكان أقدامهم، وصورة كل ملك، وما يسأله كل ملك من الله تعالى، والمسافة بين حملة العرش وحملة الكرسي، كل ذلك كان يمكن الاستغناء عنه دون أدنى عيب أو نقص يلحق الكتاب، ويمكن لمن أراد المزيد مراجعة ما ذكره في قصة طالوت وجالوت وغيرها(3).
ومما أخذ على البغوي ذكره الإسرائيليات دون التنبيه على ما فيها، فهو يذكر بعض
______________________
1 ـ معالم التنزيل 1 : 64.
2 ـ البقرة : 255.
3 ـ معالم التنزيل 1 : 226 ـ 235.