ـ(102)ـ
فعند تفسيره قوله تعالى: [ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب] (1). قال: "أخبرنا الامام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسين الاسفرايني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، أنا أحمد بن عبد الجبار، أنا ابن الفضل عن حصين بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عبد الله بن عباس "رضي الله عنهما" أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وآله فرآه استيقظ فتسوك ثم توضأ وهو يقول..."(2).
والبغوي لا يلتزم ذكر السند كاملاً عندما ينقل عمن لم يذكرهم في صدر كتابه، فهو كثيراً ما ينقل عن بعض الصحابة آراء تفسيرية دون ذكر سنده إليهم فعند تفسيره قوله تعالى: [الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم...](3) قال "قال علي بن أبي طالب وابن عباس "رضي الله عنهم" والنخعي وقتادة: هذا في الصلاة يصلي قائماً فإن لم يستطع فقاعداً، فإن لم يستطع فعلى جنب"(4).
فقد ذكر في هذا النص علي بن أبي طالب من الصحابة والنخعي من التابعين، ولم يذكر سنده إليهم لا في مقدمة الكتاب ولا عند ذكر الرأي.
ويلاحظ في هذا الصدد أن أكثر ما يذكر سنده كاملا يختص بما يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أو يرجع تفسيره إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بشكل من الأشكال.
4 ـ يلاحظ القارئ في الكتاب كثرة نسبية في عدد القصص يذكرها البغوي إيضاحاً
______________________
1 ـ آل عمران : 190.
2 ـ معالم التنزيل 1 : 384.
3 ـ آل عمران : 191.
4 ـ معالم التنزيل 1 : 385.