ـ(66)ـ
وغيره عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شيء من تفسير القرآن فأجابني، ثم سألت ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت فداك .. كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم!
فقال لي: (يا جابر، إنّ للقرآن بطناً وللبطن بطناً وظهراً، وللظهر ظهراً .. يا جابر وليس شيء، وهو كلام متصل ينصرف على وجوه)(1).
ونتفهم هذه القابلية أيضاً في قول الإمام الصادق (عليه السلام): (ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية لمات الكتاب، ولكنه حيّ يجري في من بقي كما جرى في من مضى)(2).
وهكذا تعطينا هذه النصوص الإسلاميّة فهماً واقعياً للدور الذي يقوم به النص الديني في فتح آفاق الناس بشكل دائم ومستمر على الجديد والمتغير في فهم خطاب الدين وكلماته.
وأما بالنسبة إلى الإثارة الثانية، أغني "الجنبة العملية" فإن بقاء باب الاجتهاد مفتوحاً يمثل أفضل حلّ لمعالجة مشاكل الحياة المتجددة، ومن المعلوم أن الإسلام حينما سمح بل أوجب على بعض المسلمين الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية فإنما استهدف بذلك تواصل المسلمين مع مشاكل العصر المستجدة عبر ما يقوم به الفقيه والمجتهد من تعرّف ودراسة لهذه المشاكل المستحدثة ومن ثمّ استنباط الرأي فيها على ضوء القواعد الشرعية المقررة.
ومن الواضح أن الفقيه حينما يقوم بمهمة الاستنباط لا يمكن أن يتغافل عن
______________________
1 ـ أبو الحسن العاملي: مقدمة تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار، المطبوعة في مقدمة البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني، ص4، مؤسسة مطبوعاتى اسماعيليان، إيران ـ قم، بلا تاريخ.
2 ـ نفس المصدر، ص5.