ـ(64)ـ
ومهما يكن من أمر فقد حاولنا في هذا البحث أن نقدم بعض الأفكار المتواضعة في هذا المجال، سائلين الله تعالى أن يوفقنا للصواب وأن يهدينا طريق الرشاد، وما نأمله من وراء هذا البحث أن نساهم ولو بعض المساهمة في حلّ بعض أبعاد وجوانب هذه المشكلة القائمة.
وأما الأفكار التي نرغب في بيانها في هذا البحث فهي كالتالي:

الفكرة الأولى: منطلقا الإشكالية
الذي نراه أن إشكالية الثابت والمتغير تنطلق من جهتين أو جنبتين رئيسيتين:
الأولى: تتعلق بفهم الإسلام فهي "جنبه مفهومية"، ومبدأ وأساس هذه الجنبة هو القول بأن الإسلام الذي يراد له أن يكون خالداً فاعلاً مؤثراً في حياة الإنسان في كلّ الأزمنة والعصور، لا يمكن لعطائه الفكري وثرائه المعرفي أن يتوقف عند حدّ معين وأفق محدد، لأن البشرية تعيش على الدوام تجدداً في أفكارها واتساعا في مداركها، وليس من المعقول لدين يبتغي الخلود والاستمرار فاعلا مؤثراً في حياة الإنسان أن يعجز في وقت من الأوقات عن تقديم ما يساهم في فتح آفاق مستجدة من التفكير والوعي لمعتنقيه ومتبعيه.
الثانية: تتعلق بفاعلية الإسلام ودوره في الحياة فهي "جنبة عملية"، ومبدأ هذه الجنبة هو القول بأن فاعلية الدين الإسلامي والفكر الديني على البقاء والاستمرار والتأثير في الممارسات العملية للناس، مرهونة بقدرتها على الاستجابة لتغيرات الظروف الإنسانية التي تتسم بدوام التطور والتبدل والتجدد. والأمر الذي يستدعي إجابات وحلولاً متطورة ومتغيرة لمشاكل ومستجدات كلّ عصر من