ـ(59)ـ
1 ـ ثناء الله تعالى عليهم، مثل قوله تعالى [كنتم خير أمة أخرجت للناس …](1).
2 ـ الحديث الوارد في وجوب اتباعهم مثل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)"فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها، وعضّوا عليها بالنواجذ" وغير ذلك...
3 ـ تقدم جمهور العلماء لأقوال الصحابة عند الحاجة إلى ترجيح الأقوال(2).
ولو صحت هذه الأدلة لكانت إثباتاً لعصمة الصحابة، أو لشيء يساوق ذلك، ومهما كانت الحصيلة العلمية للمرء ضئيلة، فإنّه مع ذلك يدرك أن الثناء على الصحابة لا يستلزم جعل الحجية لسنتهم، وأن الصحابة اختلفوا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن سير بعضهم قد تقاطعت، ولو كانت سنتهم حجة لكان معنى ذلك أنّ الشارع يأمر بالشيء وضده معاً، كما أن تقدم أقوال الصحابة لا يستلزم القول بحجية سنتهم، فقد يكون ذلك على أساس أن الصحابي أدرى من غيره بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
السنّة في المدرسة الإمامية:
تختلف المدرسة الإمامية عن مدرسة المذاهب الأربعة في تناولها للبحث الأصولي من جهة هيكلية البحث، وطريقة التناول العلمي. فتناولت السنة في بعض المفردات كمفردة حجية الخبر الواحد، ولم تدرسها بعنوانها باستثناء عدد قليل من الأعلام أفردوا باباً خاصاً للسنة في مؤلفاتهم، ودرسوها بعنوانها المستقل كما عليه
______________________
1 ـ آل عمران: 110.
2 ـ الشاطبي، أبو إسحاق. المصدر السابق: 74 ـ 77.
3 ـ الحكيم: السيد محمد تقي، المصدر السابق: 21 ـ 29 انظر مناقشة هذه الأدلة بالتفصيل.