ـ(50)ـ
تعالى: [وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى](1). مبيناً أن بعض الوحي يتلى فيسمى كتابا وبعضه الآخر لا يتلى فيسمى سنة،(2). فسنة النبي (صلى الله عليه وآله) جزء من الوحي الإلهي الذي تجب طاعته.

2 ـ السنة:
واستدل بعضهم على حجية السنة بالسنة نفسها كقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)في حجة الوداع: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدهما أبداً: كتاب الله وسنة نبيه". وعلّق السيد محمّد تقي الحكيم على هذا الاستدلال بأنه: "لا يخلو من غرابة لوضوح لزوم الدور فيه"(3). لأن الشيء لا يمكن أن يثبت نفسه إلاّ على نحو دائر.

3 ـ الإجماع:
واستدلّوا على حجية السنة بالإجماع أيضاً، وإشكال السيد الحكيم أيضاً: أن الإجماع إنّ كان مصدره السنة، فيلزم من الاحتجاج به الدور، وهناك من لا يرى حجية الإجماع، فلا يمكن الاحتجاج به عليه.

4 ـ العقل:
ببيان أن العقل حكم بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عن الذنب، والخطأ، والسهو، فإذا ثبتت نبوته ثبتت عصمته، وإذا ثبتت عصمته ثبت أن سننه نحو من التشريع لان ابلاغ الرسالة يتم لا محالة بقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفعله، وتقريره، وإثبات أن هذا القول،
______________________
1 ـ النجم: 3، 4.
2 ـ الغزالي: ابو حامد، المستصفى 1: 129 قم ـ إيران.
3 ـ الحكيم، محمّد تقي، المصدر السابق: 14.