ـ(28)ـ
حسن(1).
وروى هو وأبو داود عن جندب أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"(2).
وروي هذا المعنى عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ففي تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر وإن أخطأ فهو أبعد من السماء"(3).
وفيه عن هشام بن سالم عنه (عليه السلام) قال: "من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر وإن أخطأ كان إثمه عليه"(4).
وقد اختلفوا في المقصود من التفسير بالرأي المذموم على أقوال:
أحدها: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير.
الثاني: التفسير المقرر للمذاهب الفاسدة، بأن يجعل المذهب أصلا، والتفسير تابعا، فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
الثالث: التفسير بالاستحسان والهوى.
الرابع: تفسير مشكل القرآن ومتشابهه من كل مالا يعلم إلاّ من طريق النقل اتكالا على رأيه(5).
هذا وقد ذهبت جماعة من المحدثين إلى أن التفسير بمطلق الرأي والاجتهاد ممنوع إذا لم يرجع فيه إلى أثر النبي (صلى الله عليه وآله) أو الصحابة.
وهذا ينافي الآيات الحاثة على التدبر في القرآن والفحص عن معاني آياته،
______________________
1 ـ سنن الترمذي، أبواب التفسير 2: 157.
2 ـ المصدر السابق، أخذنا الحديثين من التفسير والمفسرون للذهبي 1: 258، وراجع أيضا البرهان للزركشي 2: 168.
3 ـ تفسير العياشي 1: 17.
4 ـ تفسير العياشي: 1:17.
5ـ راجع الإتقان 4:219، التفسير والمفسرون 1:285، الميزان 3: 77 مباحث في علوم القرآن: 291.