ـ(29)ـ
والروايات الكثيرة الامرة بالرجوع إلى القرآن وعرض الأخبار عليه.
والحق أن النهي عن التفسير بالرأي ـ كما يتضح بالتأمل في الروايات الناهية عنه ـ إنما هو متوجه إلى الطريق وهو أن يستقل المفسر في تفسير القرآن بما عنده من الأسباب في فهم الكلام العربي من دون تفحص وتتبع في نفس القرآن والاستشهاد ببعض الآيات على بعض آخر منها.
القاعدة 18 ـ التفسير طريق لا غاية:
تقدم أن التفسير شأن من شؤون الرسالة الإلهية التي تهدف هداية الناس إلى السعادة والرضوان على ضوء التعليم والبشارة والإنذار، كما أن هذا هو الغاية القصوى من نزول القرآن على النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)
فينبغي أن يتبع المفسر تلك الأهداف السامية أمام عمليته المباركة في التفسير لا أن يكون التفسير بنفسه شغلا شاغلا له وأن يستوعب الكلام في كلّ مورد بما عنده من القضايا والاصطلاحات العلمية في مختلف العلوم، فإن ذلك يحول بينه وبين الهدف الأصيل من التفسير وقد يؤدي إلى أن يجعل القرآن في خدمة صناعته العلمية دون العكس.
القاعدة 19 ـ التفسير والحاجات العصرية
إنّ للإنسان في حياته حاجات ثابتة وأخرى متطورة متغيرة، ففي حين أنّه يحتاج إلى مسكن وملبس وبيئة في جميع الأزمنة والظروف، لكن ما يحتاج إليه في هذه المجالات قد تختلف حسب الأوضاع المختلفة كماً وكيفاً، فهناك تفاوت كبير بين ما يحتاج إليه الإنسان في أمور معاشه إذا كان يعيش في البادية أو نحوها، وبين