ـ(168)ـ
والحنكة تعلم في بريطانيا اللغة الانجليزية والفرنسية واللاتينية والحكمة الطبيعية والتاريخ وفن الطباعة، وارتبط بالمحفل الماسوني هناك بعد عودته أصبح مترجم الدولة الرسمي، ثم وزير طهران وكلف بعدة مهام سياسية..
الميرزا صالح نفسه يقول عن انتمائه إلى المحفل الماسوني: "كنت منذ أمد أرغب في الانتماء إلى الماسونية، ولكن لم تتح لي الفرصة، حتّى استطعت دخول المحفل مع المسترپارسي والمستردارسي، تناولت طعام العشاء هناك، وعدت في الساعة الحادية عشرة، ولا يجوز أن أتحدث أكثر من ذلك حول هذا الموضوع"! (1).
هذا الذي أرسل إلى الغرب ليكون بلسما لجراح أمته ووسيلة لانقاذها من تخلفها التقني يصبح أداة انتشار الماسونية في بلده، وضمانا لاستمرار السيطرة الاستعمارية الطويلة على شعبه كما إنّ غسيل الدماغ الذي طاله يؤدي به إلى القول:
"إنّ سلسلة الملالي (ويقصد بهم علماء الدين) ماداموا يتدخلون في شؤون الدولة العثمانية فليس يؤمل قط في تقدم هذه الدولة".
هل هذا الكلام ينطلق من فهم للداء والدواء أم من عقدة وكراهية للدين وأهله؟!
كلّ إنسان مسلم حادب على بلده، مهتم بمصالح شعبه يأمل أن يرى شعبه سعيدا ووطنه آمنا مستقلا في المجال السياسي والاقتصادي، وبلده ذا علاقة بالمنظومة الدولية قائمة على أساس السيادة الكاملة والاحترام المتبادل كلّ إنسان مخلص يأمل أن يرى بلده قد وصل إلى حد الاكتفاء الذاتي في حقل الزراعة والصناعة، وأن يسير في ركب العلم والمعرفة نحو الفلاح المادي والمعنوي.
______________________
1 ـ فريدون آدميت، فكر آزادي ومقدمه نهضت مشروطيت (فارسي).، طهران، منشورات سخن 1340، ص 23 ـ 24 ولابد أن نذكر هنا أن حقيقة الماسونية لم تكن معروفة آنذاك كما نعرفها اليوم، وبقيت هذه الحقيقة مجهولة لسنوات طويلة ولذلك نرى في قائمة المنتمين إلى المحفل الماسوني أسماء رجال كبار انتموا في فترة من حياتهم إلى الماسونية.