ـ(169)ـ
فهل هذه الوصفات التي كتبها أمثال ميرزا فتح علي آخوندوف، وعبد الرحيم طالب أوف (سيأتي ذكره)، وميرزا صالح الشيرازي ومن لف لفهم قادرة على تحقيق هذه الأهداف ؟ ألم تجرب تلك الوصفات في القرون الأخيرة؟
عم أسفرت؟
من آخوندزاده حتّى سعيد نفيسي أجمع أدعياء التقدمية على ضرورة تغيير الخط ولو أن الشاه آتته الفرصة لفعل ذلك ولكن لا تأسفوا أيها السادة على سقوط الشاه وعدم استطاعته تغيير الحروف العربية، فلقد جربت تركيا هذا الغيير على يد مصطفى كمال باشا وتبدل الخط العربي إلى لاتيني، فماذا جنت تركيا من هذا التغيير ؟، وأي تطور علمي شهدته جراء لجوئها إلى الخط اللاتيني ؟ انظروا إلى اليابانيين .. خطهم فيه كثر من الصعوبة وكثير من التعقيد، لكنهم لم يجروا عليه أي تغيير، ومع ذلك حققوا أسرع تطور علمي وتقني في تاريخ البشرية . ولولا ما تحيط بهم من ضغوط أميركية لاستطاع الين الياباني أن يحطم الدولار الأميركي أكثر فأكثر، ولاستطاعت "تويوتا" أن تشل "جنرال موتورز"(1).
لقد أنشد "عارف القزويني" أن كلّ مصائب هذا البلد من "رجال الدين ورجال القاجار"، وكلاهما أخرجا من الساحة تماما لدى استيلاء رضاخان، أسقط النظام القاجاري وأصبحت العمامة جريمة لا تغتفر وحلت السترة والبنطلون محل القباء الايراني، والقبعة بدل الطاقية، والشوارب الفرنسية والهيتلرية بدل اللحية، والتنورة بدل الشادر، والابتدائية بدل الكتاب، والجامعة بدل الحوزة العلمية...
فماذا حصل عليه الشعب من تقدم ؟! ألم يعمدوا إلى تمديد "اتفاقية دارسي" بكل فخر وإعزاز؟! مع فارق هو أن الإنسان الإيراني في هذا العصر الجديد فقد حرية الاعتراض تماما، فمن ينطق بأدنى اعتراض يسل لسانه من قفاه.
كلّ أدعياء التقدمية في إيران ركزوا على القومية الإيرانية، وعلى إيران قبل
______________________
1 ـ كتبت هذه الدراسة قبل سقوط الدولار الاخير أمام الين الياباني (المترجم).