ـ(166)ـ
ملا، وحمزه بيك، والشيخ شامل وأمثالهم (1).
ولم ينهض ولا واحد من هؤلاء "التقدميين" "المتجددين" ليرفع راية ضد الروس القياصرة الّذين كانوا في أنظار الإيرانيين محتلين، وفي أنظار المثقفين الروس رجعيين مستبدين .. لم ينهض واحد من هؤلاء .. بل الأسوأ من ذلك أن "آخوندزاده" أصبح موظفا أجيرا في حكومة المحتلين ..ولقد ذكرنا أنّه بقي في خدمة المحتلين مدة 45 عاما وكان يعيش حياة مرفهة ناعمة !!
انظر إلى تقابل الصورتين:
أجزاء من أرض الوطن تتعرض لهجوم المحتلين، فتتصدى لهم جماهير مؤمنة لا تطلب شهرة ولا مكسبا عارضا، يحدوها الإيمان والعشق، وتنضوي تحت لواء علماء الدين، وتقاوم لسنين بأسلحتها البسيطة أمام المحتلين وتقدم آلاف الشهداء .
وأحد هؤلاء القادة الشيخ شامل يقاوم مدة ربع قرن حتّى يقع في الأسر دون أن يستسلم للذل، وفي أواخر حياته يطلب أن يذهب إلى الحجاز ليختار مثواه الأخير جوار رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يذكرنا الرجل بحياة الصحابة المجاهدين في صدر الإسلام، لم يهن ولم ينكل بل مضى على بصيرة من أمره يقاوم ويقاوم حتّى أسر مثل أسد هصور يقع في شرك الصيد .. ثم يموت ميتة طيبة لها معان كبيرة مثل حياته المفعمة بالمعاني الجسام.
وبالمقابل لا نرى في جيل أدعياء التقدمية سوى بعض الانتقادات على طريقة البطر والاسترخاء الفكري، ولم يأب زعيمهم ورائدهم أن يصبح موظفا لدى المحتلين ويعيش حياة رفاه ونعومة، ثم يصدر من مكانة الناعم وصفات علاج لكارثة هذه الأمة تتلخص في الهجوم على مجالس الإمام الحسين عليه السلام
______________________
1 ـ يريتانيكا: مصدر مذكور.