ـ(165)ـ
المياه الدافئة في الخليج الفارسي، ومقاومة المجاهدين أوقفتهم عند جبال الأرس.
أضف إلى ذلك إنّ المقاومة الصلبة التي أبداها المجاهدون خلال أحد عشر عاما بمساندة العلماء أوشكت أن تثمر لولا خيانة العملاء فلو تعمقنا في تاريخ تلك الفترة لألفينا أن روسيا قد استنزفت قواها جراء حربها الطويلة مع إيران، وأحيطت بمشاكل ومصائب في أوربا، وكانت تبحث عن "مبرر" لمصالحة إيران والخروج من الأراضي المحتلة ولكن تدخل السفير البريطاني وخيانة العملاء أدت إلى تسليم الأراضي المحتلة إلى القوى المهاجمة، ضمن معاهدة خيانية ومن الطريف أن الذي مثل إيران في عقد هذه المعاهدة نفس ميرزا أبو الحسن خان وزير الخارجية، سفير إيران السابق لدى بريطانيا والماسوني ذو راتب الألف روبية، وغير الراضي عن محاربة الروس!!
على أي حال عقدت اتفاقية ضمنت المصالح المشتركة لروسيا وبريطانيا، فروسيا اقتربت من المياه الدافئة التي تصبو إليها، وبريطانيا حققت أهدافها في إضعاف الحكومة المركزية وتجزئة إيران وإزالة ما قد يشكل خطرا على شركة الهند الشرقية وهذه الاتفاقية واجهت ردود فعل الفئات الاجتماعية المختلفة ونحن ذكرنا آنفا نوعين من ردود الفعل، أحدهما لأصحاب "الأصالة" والآخر عن "المستغربين" وقصدنا بأصحاب الأصالة الجماهير المسلمة وقادتهم الدينيين الّذين تتبلور فيهم آمال الأمة وآلامها وعقائدها وجذورها الثقافية..
بعد سقوط القفقاس، نهض مسلمو تلك الديار ... هؤلاء المسلمون الّذين يسميهم فتح علي آخوند زاده عميانا جهلاء ... نهضوا لمقاومة استتباب التسلط الروسي، وجاهدوا بصلابة وصبر مدة 49 عاما (1292 ـ 1243 هـ. ق) (1).
قيادة هذه النهضة تولاها علماء الدين والشخصيات الإسلاميّة مثل القاضي
______________________
1 ـ دائرة معارف مصاحب / 1438.