ـ(160)ـ
واقتصر بعض الباحثين على ترجمة رجال المشروطة معتقدا أن هذه التراجم تستطيع أن تسلط الضوء على وقائع ذلك الزمان من خلال ارتباط طبيعي بشخصياتها(1).
غير أن الطريقة التي احتذاها احمد كسروي في دراسة المشروطة تسربت إلى الكتب الدراسية الإيرانية قبل انتصار الثورة الإسلاميّة، والى جيل من الدراسين.
واللغز الذي بقي غامضا علي هو التزام رجال السياسة في العهد البهلوي بهذه الطريقة الكسروية في تحليل المشروطة يثنون ـ رغم حقدهم على علماء الدين ـ على ذلك الرهط من علماء الدين الّذين أقاموا المشروطة، وينددون مقابل ذلك برجال الدين الّذين عارضوها مثل "الشيخ فضل الله النوري"!! لماذا هذا الالتزام بالنهج الكسروي؟!
لقد كنت منذ صباي أعيش تناقضا في الرؤى تجاه المشروطة.
من جهة أقرأ في المدرسة أن المشروطة ثمرة حركة الناس والعلماء، وهذه الحركة أدت إلى ظهور "فرمان" المشروطة على عهد الشاه مظفر الدين . وأهل الذوق استخرجوا مادة تاريخ هذا الفرمان بعبارة "عدل مظفر". وحدثت بعد ذلك مشاكل مرت بسلام من ذلك أن الشاه محمّد علي المستبد بمساعدة الحكومة الروسية قصف مجلس الشورى بالمدفع لأن الأجانب (المقصود روسيا) لم يكونوا يريدون لهذه النهضة الشعبية أن تؤتي ثمارها.
كنا نقرأ أيضاً: أن بعض الروحانيين السطحيين مثل الشيخ فضل الله نوري !! كانوا في صف المعارضين للمشروطة ولكن القوى المناضلة المناصرة للمشروطة واصلت كفاحها، وأجبرت الشاه محمّد علي على الفرار تحت حماية المظلة
______________________
1 ـ مثل كتاب: إبراهيم صفائي، رهبران مشروطة (فارسي).، طهران، 1344.