ـ(161)ـ
الروسية (وهذا تأكيد آخر على حماية روسيا للشاه المستبد)، وأعدم الشيخ فضل الله، واتجه كلّ شيء إلى الاستقرار.
وقرأنا كذلك: إنّ الدول الأجنبية ساءها أن ترى الشعب الإيراني يعيش بسعادة في ظل المشروطة . فشرعوا في التدخل في شؤون إيران . وحركوا العشائر، وثارت في كلّ ناحية فتنة عشائرية . ومن هؤلاء المتمردين "الكلنل محمّد تقي خان پسيان" و"ميرزا كوچك خان".. حتّى جاء "رضا شاه"، وتحرك لقمع الفتن وقطع يد الأجانب، فنشر الأمن والرفاه وحق الاستقلال للبلاد، ثم جاء بعده "محمّد رضا" فواصل إصلاحات والده!!
هذا ما كنا نقرأه في الكتب الدراسية، ومن جهة أخرى كان المرحوم والدي يقول:
"كنت طفلا في السابغة أو الثامنة من عمري حين رآني أبي وأنا أشدّ على ساعدي علامة المشروطة، فتغير وجهه حين رآني وقال: افتح هذه العلامة !".
وجدي كان مزارعا ولم يكن إقطاعيا يخشى على مصالحه من المشروطة ولم يكن مرتبطا ببلاط القاجار أو أجير للشاه محمّد علي . ومتى ما ذكر المرحوم الشيخ فضل الله النوري كان يتأوه من الأعماق ألما على ما نزل بالشيخ من ظلم.
كنا نعيش هذا التناقض في فهم المشروطة حتّى صدر كتاب "غرب زدگى" التغرب، للمرحوم جلال آل أحمد وفيه يتصدى ـ لأول مرة ـ مثقف تقدمي، ولكن لا من النوع المتداول، للثناء على المرحوم الشيخ فضل الله، ويعلن أن صعود جسده على المشنقة علامة استيلاء التغرب.
وثمة أسئلة كانت تطرح نفسها في هذا المجال وتضغط على ذهني، ولا تزال مطروحة على بساط البحث:
1 ـ لماذا كان الشيخ فضل الله النوري وهو من المجتهدين البارزين مساندا