ـ(16)ـ
والتدريب في اللغة العربية وأدبها على النهج السوي.
والغفلة عن وجوه المجاز والاستعارة والكناية ونحوها في القرآن الكريم أدّت بطائقة من أهل الظاهر إلى نسبة المحالات والقبائح إلى الله سبحانه، فمن ذلك نسبة الإضلال إلى الله جل اسمه في عدة آيات من القرآن الكريم، فإنّ التعبير في ذلك بالإضلال مجاز فائق في الحس يمثل ببراعته حاجة الإنسان مع نفسه الأمارة إلى لطف الله به وعنايته في توفيقه، وينبه إلى أنّ خذلان الله للإنسان المتمرّد برفع العناية في التوفيق وإيكاله إلى نفسه شبيه بإضلاله في قوّة الأثر، ولأجل هذه المزايا الفائقة استعير الإضلال لخذلان الله لعبده المتمرّد وإيكاله إلى نفسه والعياذ بالله.
ومن ذلك الغفلة عن وجه المجاز في قوله سبحانه: [الرحمن على العرش استوى](1). وهو أنّ المراد بالعرش هنا هو شأن القدرة والجلال واستيلاء السلطان على الملكوت في الأزل والأبد، ولأجل إحضار هذا الشأن العظيم في أذهاننا القاصرة مثّل القرآن لتصوّرنا المحدود بتشبيه بما نعرفه ونعرف آثاره من العرش الجسماني للملك الأرضي الذي بالصعود عليه صعوداً زمنياً ينفذ سلطانه وتعمّ قدرته.
ويمكن تلخيص القول في اعتبار الشروط اللفظية المتقدمة بأن يقال: النظر في التفسير مما يتعلق باللفظ تارةً يرجع إلى أفراد الألفاظ وأخرى إلى تراكيبها.

القاعدة 7 ـ أسباب النزول
إنّ الحوادث والأحداث التي وقعت أيّام الدعوة، وكذلك الحاجات
______________________
1 ـ طه: 5.