ـ(158)ـ
وينقل فريدون آدميت عن ميرزا فتح علي عبارات تدل على نمطه الفكري بقول: "في كل العالم الغربي يدور هذا السؤال: هل إن المعتقدات الباطلة أي المعتقدات الدينية تؤدي إلى سعادة الشعب والوطن أم إلى ذلة الشعب والوطن؟ كل فلاسفة تلك الأقاليم متفقون على أن المعتقدات الدينية تؤدي إلى ذلة الشعب والوطن في كل المجالات"(1).
وبشأن مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) يقول الميرزا فتح علي:
"روّج لهذه المجالس الديالمة والصفويون في أيامهم، باقتضاء سياستهم. والآن فقد انتهت تلك الدواعي، ولكنك ترى هذه المجالس أينما ذهبت. ترى، هل إنّ هؤلاء الناس وقد تراكمت المصائب عليهم، بحاجة إلى من يذكرهم بمصائب القرون الغابرة ويلهيهم عن كسبهم وعملهم؟ هذه المجالس لا فائدة فيها أصلا لا لك ولا للإمام"(2).
ولآخوندزاده أشعار كل مضامينها تنطوي على الإلحاد وكراهية الإسلام وخاصة التشيع…
لماذا هذا الاستعراض لجذور التغرّب
الذي دفعني إلى هذا التقصّي لجذور التغرّب في إيران هو محاولة إعطاء تحليل دقيق لحركة المشروطة أو الحركة الدستورية في إيران.
لقد تناول دراسته هذه الحركة كتاب كثيرون تناول كلّ واحد منهم جانبا منها.وعلى رأسهم أحمد كسروي في كتابه: "تاريخ مشروطة إيران". ويمكن تقسيم هذا الكتاب على قسمين:
______________________
1 ـ نفس المصدر: 210.
2 ـ نفس المصدر : 191.