ـ(157)ـ
آنا فآنا"(1).
وحول دافع فتح علي لإصلاح الخط يقول فريدون:
"يمكننا بنظرة سطحية أن نعتبر الدافع في ذلك كراهية الكاتب للعنصر العربي وما يرتبط بالعرب. عندنا دليل ـ يبدو وجيها ـ لتأييد ما ذهبنا إليه. هو (ميرزا فتح علي) يقول في كتاباته: أحد الآثار المشؤومة لسيطرة العرب الوحوش على ثغور إيران تحميلنا خطا يجعل المستوى المتعارف من التعليم من أشق الأعمال ... والآن فان المصنف يبذل غاية مساعيه لإنفاذ شعبه من هذا الخط القذر الدنيء المتبقي من تلك الأقوام، ولانتشال شعبه من الظلمة والجهالة إلى نور المعرفة".
"... ثمة عاملان جديدان كان لها الأثر في ترسيخ هذه الفكرة في ذهن ميرزا فتح علي إلى حد كبير: الأول مضمون رسالة "شارل ميسمر" الفرنسي مستشار "فؤاد باشا" الصدر الأعظم العثماني. فقد اقترح في هذه الرسالة تغيير الحروف الهجائية التركية والأخذ بالحروف اللاتينية... والثاني ـ التجربة العملية لحكومة الروس. بعد احتلال داغستان كتب ميرزا فتح علي إلى ميرزا ملكم خان يقول:
حكومة الروس بعد احتلال داغستان، أي منذ سنتين، وضعت لشعوب الاوار والشيشان والجركس حروف هجاء مستقلة بخط لاتيني. وقررت هذا الخط في المدارس الجديدة التي فتحت هناك، ونقلت بعض الكتب الإسلاميّة إلى هذا الخط. سيصبح هؤلاء أهل ثقافة وعلم. أما أهالي القفقاس وهم ما يقرب من مليونين فلا يزالون يقبعون تحت كارثة الخط الإسلامي القديم عميانا جهلاء مثل الحيوانات"(2).
______________________
1 ـ نفس المصدر: 74.
2 ـ نفس المصدر : 76.