ـ(150)ـ
وأنّ كلّ من يتهاون في جهاد الروس فقد عصى الله وتابع الشيطان..".
"... وبين هؤلاء كان معتمد الدولة الميرزا عبد الوهاب ووزير الخارجية الميرزا أبو الحسن ممن لا يرتضي محاربة روسيا. أرسل المجتهدون إليهما خطايا شديد اللهجة وقالوا لهما: إنّ في عقيدتكم ودينكم لفتورا، وإلا فلم تستكرهون جهاد الكفار.. فسكت هذان عن المعارضة...".
"سفير الروس يأس من الحديث مع جهاز الدولة وأراد أن يقابل العلماء عله يصرفهم عن موقفهم، ويقنعهم بأنه يتعهد أن يبعد الروس عن حدود إيران. فأجابه المجتهدون بأن الحديث مع الكافر بلين واستسلام ذنب كبير في شريعتنا، وأننا نعتقد بوجوب جهاد الروس حتّى ولو ابتعدوا عن حدودنا. وفي النهاية استدعى الشاه سفير روسيا وقال له: الأمر الآن أصبح يقوم على أساس مباني الشريعة، ونحن فضلنا دائما قوام الملّة على مصلحة الدولة. وأجازه أن ينصرف، وأعطاه ألف تومان ذهبا وأشياء أخرى..."(1).
ولنتعرف على ميرزا أبو الحسن خان المعروف بـ"ايلچي"(مبعوث الحكومة) الذي أصبح فيما بعد وزيرا للخارجية:
".. في سنة 1215 هـ حين أمر فتح علي شاه بتنحية الحاج إبراهيم كلانتر عن رآسة الوزارة واعتقاله، أصبح أعضاء أسرة الحاج إبراهيم بين أسير أو قتيل أو مسمل العيون أو مشرد، كان ميرزا أبو الحسن خان آنئذ حاكم شوشتر، فجيء به أسيرا إلى طهران، وهمّ الشاه أن يقتله لو لا وساطة بعض أعضاء البلاط، فعفي عنه وأجبر على الإقامة في شيراز. لكن الميرزا هذا استطاع بمساعدة الإنجليز أن يذهب إلى الهند عن طريق البصرة، وأقام في بمبي. وفي سنة 1223، توسط الصدر
______________________
1 ـ ميرزا محمد تقي سپهر (لسان الممالك)، ناسخ التواريخ، طبعة حجرية، ج1، من "تاريخ القاجارية" ذيل "وقائع سنة 1241هـ وابتداء نقض الروس لعهدهم مع إيران".