ـ(145)ـ
الرتب والنياشين الراقية خلال حروب شاه إيران مع السلطان العثماني، وأبدى من الحزم وفنون الحرب ما جعل الإيرانيين يهدونه التاج تقديرا لفتوحاته. حين واجه العدو أخذ بيده رمحا وحمل على الأتراك حملة أثارت الحيرة والدهشة، وأدت إلى هزيمة الأتراك".
"صموئيل پرچاس" (Samuel Purchas) القسيس البريطاني الذي زار المشرق خلال السنوات بين 1613 و 1626 يكتب في رحلته:
"الحكومة العثمانية التي بثت الخوف والرعب في العالم المسيحي، هي الآن مذعورة من فرد بريطاني هو السير انطوني شرلي، وقلقة على مصيرها. لقد تعلم الإيرانيون فنون الحرب من شرلي..."(1).
في هذه النصوص التاريخية نكات على غاية الأهمية تستطيع أن تضع النقاط على كثير من الحروف. يتبين منها:
أولا: أن السياسة الاستعمارية تقضي أن المستعمرين حين يطردون من الباب يحاولون أن يتسوّروا المحراب. ويواصلون المحاولات تلو المحاولات بشتى الأساليب حتى يحققوا ما يصبون إليه من أهداف.
ثانيا: إن الوضع الداخلي للبلاط كما ورد في النص يميط اللثام عن حقيقة الحكم الصفوي. فهو ـ رغم اشتهاره بالدفاع عن التشيع وإفساح المجال لمراقبة وإشراف علماء الدين ـ كان غارقا فيما يغرق فيه الطواغيت والمتفرعنون.
ثالثا: مدى ما كانت تحمله الصليبية من حقد على الدولة العثمانية، وسبب اهتمام انطوني شرلي بتدريب الإيرانيين عسكريا، وتحويلهم إلى خنجر يطعن ظهر العثمانيين.
______________________
1 ـ نفس المصدر : 122.