ـ(144)ـ
على يد أحد أتباع روسيا! فعاد الثلاثة أدراجهم يجرون أذيال الخيبة.
ويظهر أن محاولات البريطانيين وخططهم للنفوذ في بلاط الشاه تواصلت بكثافة، إذ نرى بعد عامين يدخل بلاط الشاه طهماسب وفد تجاري بريطاني مبعوث من شركة الهند الشرقية، وينجح الوفد في كسب موافقة الشاه على إعفاء الشركة من الحقوق الجمركية والترانزيت، وعلى إجازة الشركة أن تسافر إلى كلّ أجزاء إيران وتتاجر فيها(1).
هذا أول موضع قدم للبريطانيين في إيران، وتبعه نشاط دائب أدى إلى إقامة علاقات ودية!! بين البلدين.
يحسن بنا أن نستقرئ في هذا المجال بعض النصوص في كتاب تاريخ العلاقات الإيرانية الأوروبية:
جورج منوارينغ (George Manwaring) من مرافقي "السير انطوني شرلي" يتحدث عن وصول الوفد البريطاني قزوين والضيافة التي أعدها له الشاه عباس، يقول:
"في قصر فخم جدا ورائع جدا، علقت على جدرانه المنسوجات المذهبة الثمينة، وفرشت على أرضه سجاجيد جميلة، وضع على المائدة ألوان الأطعمة، وأذكر منها فقط أنواعا من الرز، كلّ نوع بلون معين. وفي المجلس عدد من مطربي البلاط يشتغلون بالعزف، وفي داخل البيت مجموعة خاصة من العازفين. وإضافة إلى ذلك ثمة عشر نساء جميلات فاتنات يلبسن ثمين الثياب كن يمارسن خلال مدة الضيافة الرقص والدبك على الطريقة الإيرانية".
.. "السير روبرت شرلي بعد مغادرة أخيه تولّى منصب قيادة عسكرية، ونال
______________________
1 ـ نصر الله فلسفي، تاريخ روابط إيران وأروپا (فارسي) 188.