ـ(142)ـ
وكانت هذه الدراسة مقرونة طبعا بنهب منظّم دقيق لكثير من كنوز إيران الأثرية.
5 ـ أن تنشط المحافل الماسونية البريطانية الفرنسية في إرسال أفرادها إلى إيران لتشكيل تنظيمات ماسونية فيها، وتشجيع الإيرانيين الوافدين على بريطانيا للانتماء إلى الماسونية.
6 ـ إن تنشط الارساليات البريطانية إلى إيران في الاستفادة إلى أقصى حد مما في البلد من فساد وارتشاء وسرقة، وأن لا يعملوا أبدا على معالجتها، بل أن يسعوا في إشاعتها.
7 ـ منح الديبلوماسيين البريطانيين المقيمين في إيران صلاحيات لعقد معاهدات تتوجه إلى تقسيم البلاد، وإضعاف الحكومة المركزية، وصد أية عملية تنمية فيها.
وكانت كلّ بنود هذه الخطة تتجه إلى تمهيد السبل أمام الغزو البريطاني لإيران(1).
ولو أمعنا النظر في جذور كثير من الحوادث المفتعلة خلال القرنين الأخيرين في إيران لوجدناها تعود إلى تلك الخطة الموضوعة.
لقد بدأ تنفيذ هذه الخطة حين كان أبناء هذا البلد يغطّون في سبات عميق، لا يدرون ما يجري حولهم، ولا يفكرون إلاّ في معاناتهم اليومية من الجوع والمرض وأنواع الأوبئة الوافدة من شبه القارة الهندية. وعلى حين غرّة اقترنت أمراضهم وأوبئتهم بأمراض وأوبئة "سياسية" غير مشهودة، ظهرت آثارها فيهم بالتدريج، وظهر الضعف والهزال في جسد هذه الأمة العظيمة المقاومة الصامدة على مرّ التاريخ، وأنزلوا كلّ يوم جرحا عميقا في شلو من أشلائها، وحالوا دون تطبيب
______________________
1 ـ إسماعيل رائين، فراموشخانه وفراماسونرى در إيران (فارسي)، طهران، منشورات أمير كبير.