ـ(141)ـ
غير أن العالم الإسلامي واجه منذ أوائل القرن السابع عشر الميلادي خطة لاقتلاع هذه الروح الإسلاميّة من النفوس، ولخلق هزيمة نفسية أمام الأعداء، ولتربية جيل يتطوع لتقديم كلّ مقدرات بلاده ضحية على معبد الطاغوت الغربي. ونشأ على أثر ذلك جيل ما يسمى بالمثقفين أو منوري الفكر ليتولى "مسؤولية" تعميق الهزيمة وبيع المقدرات والاستهانة بكل ما هو أصيل في هذه الأمة.
وفي هذه السطور نتحدث عن تجربة إيران في إطار خطة المسخ هذه لنضيفها إلى رصيد تجارب العالم الإسلامي، عسى أن يكون هذا الرصيد لنا عونا في صحوتنا الإسلاميّة المعاصرة.
بدايات الخطة
في سنة 1600 ميلادية (1020 هجرية) وقّعت الملكة "اليزابيث الأولى" على وثيقة حصر التجارة الشرقية باسم شركة الهند الشرقية تمهيدا لغزو الهند. ووضعت وزارة المستعمرات البريطانية خطة السيطرة على إيران، واقترن غزو الهند بالهجوم على إيران، واقتضت الخطة بالنسبة لإيران تنفيذ مايلي:
1 ـ أن تبادر وزارة الخارجية البريطانية إلى تأسيس سفارة ومؤسسات بريطانية في إيران.
2 ـ توجيه التعليمات إلى الشركات البريطانية لتأسيس فروع تجارية في إيران وللعمل على مدّ الطرق وإنشاء البنوك والحصول على امتيازات استثمار المناجم.
3 ـ توجيه التعليمات إلى المستشرقين للتوجه إلى إيران ودراسة آداب هذا البلد وتاريخه وفنونه.
4 ـ إصدار التعليمات إلى علماء الآثار لدراسة الآثار التاريخية في هذا البلد،