ـ(112)ـ
تقريب الشعوب، يتوجب إقامة أعلى مستوى من التعاون والتنسيق بين الفعاليات المسؤولة عن وسائل الأعلام والتوجيه. هذه المرحلة هي مرحلة التهيئة النفسية حتّى ترى الشعوب في التقارب والتعاون مصدراً للخير والبركة.
يتبع التعاون والتنسيق الفكري، إيجاد القواسم المشتركة على الصعيد الاقتصادي كتحضير لوحدة اقتصادية مرجوة تساعد في رفع وتحسين الوضع المعيشي للشعوب. إنّ التعاون والتنسيق على المتسوى الاقتصادي يجب أن يرافقه تعاون وتنسيق في المجالين العلمي والتكنولوجي. يبدأ التعاون والتنسيق الاقتصادي بين الدول المتجاورة لينطلق بعدها ويشمل دولاً بعيدة.
والتنسيق المذهبي على أهميته القصوى يبقى مرحلة متقدمة تصاحب جميع المراحل التي تمر فيها عملية الوحدة، إذ لا يتوقع أكثر من تقارب في وجهات النظر وليس زوال الخلافات الأساسية. يجب ترك التقريب المذهبي يأخذ مداه على صعيد العلماء والفقهاء ورجال الدين بعيداً عن المسؤولين السياسيين والاقتصاديين، إذ يمكن أن تكون الخلافات المذهبية عقبة كؤوداً تحول دون تحقيق الوحدة الشاملة على المسارات الأخرى.
أخيراً تأخذ دولة الوحدة الإسلاميّة شكل جمهورية اتحادية أو كونفدرالية وفق رغبة الأعضاء، إذ يجب أن تحافظ كلّ دولة على خصوصياتها المحلية في الوقت الذي تنضم فيه إلى دولة الوحدة.
في الختام، يجدر التأكيد أن أية وحدة سياسية لن تتم وتنجح إلاّ إذا جاءت منسجمة مع إرادة أبنائها وحاملة الخير والبركة للجميع. إنّ رصد حركة التاريخ، ومشروع الوحدة الإسلاميّة جزء من هذه الحركة، يسمح لنا بالتكهن بأن الوحدة الإسلاميّة العتيدة ستستغرق زمناً غير يسير، لكنها قادمة بدون شك. ربما سبقتها وحدة بين الدول العربية ـ الإسلاميّة ووحدات في أسيا وأفريقيا، لكن هذه