ـ(111)ـ
طريق باريس أو لندن أو روما أو بروكسل أو أمستردام وليس، على سبيل المثال، بين القاهرة وبغداد، أو بين كراتشي وطهران مباشرة. إنّ غياب الاتصال المباشر بين العواصم الإسلاميّة ضيّع فرصاً كثيرة للتقرب والتكامل. والآن بعد أن زال كابوس الاستعمار لابد من إجراء الاتصال والتكامل المباشر حتّى يتم التفاهم ومعرفة الأمور المشتركة، وبخاصة بين تلك الدول المتصلة أو القريبة بعضها من بعض. فالاتصال المباشر يولد الرغبة في التقارب وتبادل المصالح على اختلاف أنواعها. أذن، تعزيز وتعميق الاتصال بين مختلف أجزاء العالم الإسلامي هو الخطوة العملية الأولى في الاتجاه السليم.
مع الاتصال، يجب وضع تصور لما يمكن أن يؤدي إليه الاتصال من نتائج تقرّب أجزاء العالم الإسلامي بعضه من بعض. فالتصور السليم يتطلب إجراء إحصاء للعناصر المشتركة التي يمكن أن يبنى عليها، والعناصر المختلف حولها، كي يتم إيجاد حلول لها، ومن ثمّ تصبح عناصر إيجابية في بناء صرح الوحدة الإسلاميّة .
في هذا الصدد نود أن ننبه إلى أن الساحة الإسلاميّة مزروعة بالألغام الكثيرة. بعض هذه الألغام من وضع عناصر داخلية لا ترى مصلحة في الوحدة الإسلاميّة، وغيرها من وضع عناصر خارجية، وهي متعددة، نظرا لعدائها التاريخي للإسلام والمسلمين، تحسباً لما يتأتى عن مثل هذه الوحدة على الوضع العالمي من محاذير تضر بمصلحة هذه الأطراف. إنّ العمل للوحدة لن يتم في فراغ أو حياد، بل ضمن نطاق مليء بالأشواك والعقبات.
التصور الذي نتحدث عنه يتطلب التنسيق على مستوى رؤساء الدول الإسلاميّة والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية على صعيد الشعوب والهيئات الأهلية. ونظراً لأهمية الإعلام الحديث في